نشرت القراءة على صحيفة القدس العربي
بقلم: رشيد أمديون
باعتبار الشعر كان - ولا يزال- أعمق تعبير وأسمى خطاب عند العرب في الجاهلية، فإن الشاعر كان يعبر من خلاله عن متطلبات الحياة المادية والمعنوية، وشؤون المجتمع والقبيلة، وبما أن البيئة العربية القديمة لطبيعتها الصحرواية كانت في أمس حاجة إلى القَطْر أكثر من أي بقعة أخرى ولشدة تأثر شعرائها بالماء استعاروا من السحاب والمطر والبرق صورا لبناء أساليب بلاغية، كقول أوس بن حجر وهو يصف بياض السحاب :
يا منْ لبرقٍ أبيتُ اللّيلَ أرقبُهُ * في عارِضٍ كمضيءِ الصُّبحِ لمّاحِ
من شدة هذا التعلق عاش الشاعر حالة القلق التي أرقته وهو ينشد رؤية المطر منهمرا.
ويبقى للماء وللمطر أهميته سواء في الصحراء أو في الأماكن الخصبة، لأنه الحياة وأمل البقاء ووسيلته، على هذا ورد في القرآن في سياق...