الوصف
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أشياء وأشياء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أشياء وأشياء. إظهار كافة الرسائل

قريبا: العدد "العشرون" من مجلة الصقيلة في النقد والإبداع




























عن منشورات “الراصد الوطني للنشر والقراءة” وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة)، سيصدر قريبا العدد العشرون لمجلة “الصقيلة في النقد والإبداع” (مجلة أدبية، فصلية، محكمة تعنى بالنقد والإبداع)، وسيتضمن العدد مواد إبداعية ونقدية متنوعة، حيث في ركن إبداع سنجد نصوصا قصصية كالتالي:
1- "قميص محمود درويش" للقاص الراحل محمد أنقار.
2- "استعصاءات" للقاص محمد الشايب.
3- "قصص قصيرة جدا" للقاص عبد العزيز كصاب.
4- "التائه" للقاص أيوب قراو.
5- "الزيارة" للقاص عبد الهادي شفيق.
6- "وليام بروز والغرفة والست طلقات" للقاص إلياس الطريبق.
أما في الشعر:
1- "جواز سفر" للشاعر الراحل محمود درويش.
2- "في رثائك أبت" للشاعرة آمنة الجويلل.
3- "البئر الخرساء" للشاعر عبد الجليل جابري.
4- "مفتتح للقصيدة" للشاعر عبد الناصر الجوهري.

وفي ركن نقد وفكر سنجد الدراسات التالية:
1- "تجربة سعد الله ونوس المسرحية من تخوم النقد إلى رحابة نقد النقد سيرورة الإنتاج المعرفي في "المسرح والأمل" للناقد حسن يوسفي" للباحث يوسف أمفزاع.
2- "تجليات السخرية في قصص "أسماء لا تجيد السباحة" للقاص عبد المجيد رفيع" للباحث رشيد أمديون.
3- "شعرية الالتزام في قصائد الشاعر محمد علي الرباوي" للباحث عبد الغني الخلفي.
4- "رنين الحلم في شعر جواد المومني قراءة في ديوان "ريثما يعتريني الحجر"" للشاعر الشريف ايت البشير.
أما بخصوص ملف العدد (خطاب السجن في السرد العربي)، فستكون عناوين الدراسات كالتالي:
1- «خطاب السجن في السرد العربي قراءة في رواية " ليال بلا قمر" لعبد الرحمن خواجا» للباحثة البتول المحجوب.
2 - الهُويّة سِجناً: أزمة الذاتِ وسطوةُ جُغرافيّةِ الآخر السياسي (قراءة في مذكرات "سنوات الرمل" لحماد البدوي) للباحث ياسين معيزو.
3- «من سجن الجسد إلى سجن النفس والمجتمع قراءة في رواية "الحلم لي " لحليمة زين العابدين» للباحثة سناء حربول.
4- «خطابُ الألمِ في الروايةِ السجنيةِ المغربيةِ "كان وأخواتها" و"العريس"» للباحث جواد السراوي.
5- «خصائص كتابة الاعتقال السياسي: "كان وأخواتها" و"الزنزانة رقم 10"» للباحث محمد دهاب.

وفي ركن الترجمة هناك:
1- مقال "القارئ المتعاون" لدومنيك مانغينو، ترجمة: ميلود عرنيبة.
2- قصيدة "آية سفر التكوين" لخوسيه مانويل كاباييرو بونالد، ترجمة: عبد اللطيف شهيد.

وفي ركن مشاتل:
*الشعر:
1- "أنامل الصمت" للتلميذة حياة ترهنا.
*القصة:
1- "تنهيدة ألم" للتلميذة حسناء البينة؟
2- "المجرم" للتلميذ فاضل مساعد.
3- "من القاتل..؟" للتلميذة فاطمة الزهراء أوقسو.
4- "المجهول" للتلميذة ساجدة موطيس.
كما سيضمن العدد حوارا مع الشاعرة والباحثة مليكة العاصمي. وأيضا نجد في ركن مبدعون في الذاكرة، تستحضر "الصقيلة" الروائي والباحث الراحل إبراهيم الحجري، بمشاركة: الحبيب دايم ربي، شكيب عبد الحميد، عبد الله مرجان.

التصوير والمآسي





لا نصور إلا مآسينا، حرائق، جرائم، قتل، صراع، غرق، انقلاب، اغتصاب، دم... 
وحتى حين نلتقط صورة في منظر ما أو لمنظر جميل، فما هو إلا تعبير ضمني عن المآساة الإنسانية.. مأساة الروح التي تتطلع إلى التحرر من القمع والتجبر وإلى تعميم الرؤية الجمالية للوجود، ورفع مستوى الوعي، التطلع إلى رؤية نظافة المجتمع وأخلاق أهله، وإلى العدالة وكل القيم الإنسانية التي يشترك فيها الجميع على اختلاف الملل والعقائد والأجناس.
تصوير ينتقم من الواقع والمجتمع والحياة بعرض أقبح ما فيه لعل الوضع يتغير، وتصوير يبحث عن أجمل ما في الحياة لعل أشياء تتقدم وأمورا ترتقي جُملة أو أقساطا.

رشيد أمديون













شاط الخير على زعير، شاط الخير على موازين



رشيد أمديون

صدقَ الأوّلون إذ قالوا "شاطْ الخير على زْعير* حتى فرقوه بالبنْدير"، ولو نظرنا إلى عمق هذا المثل الشعبي الذي يختزل صفة من صفات زعير، لوجدنا أن هذه القبيلة في محطاتها التاريخية، كانت مضرب المثل في السّخاء والكرم، واكتسبت هذه السّمة حين أتت على بعض قبائل المغرب المجاورة لها سنة من الضّيق، فأوشكت على الهلاك، فلجأت إلى هذه القبيلة لتمدّها بالحاجيات الضرورية لأنها ذلك العام حصدت الخير الكثير فغنمت إلى درجة أنها وفرت اكتفاء ذاتيا وزادت عليه، فكانت توزّع المعونات على القبائل التي توافدت عليها، بإقامة احتفالات شعبية تُضرب فيها الدفوف (البنادير)، كمظهر من مظاهر السعادة والفرح، والكرم... إلى أن ارتبط الحدث بقبيلة زعير فصار مثلا يُضرب، كناية عن السخاء والفضل، والكرم، خاصة وأن الخير توفر لديها حتى صارت توزعه بضرب الدفوف كناية عن تلك الحفلات التي كانت تقيمها، ولا بأس أن أسوق المثل الآخر المعروف -كتعليق على هذه الحادثة- والذي يقول: "من كتشبع الكرش كتقول للراس غني).*

وإن كان المثل السابق قد فُهم عند المتأخرين بخلاف مقصده، فوجدنا أن من الناس من يسوقه في مقام القدح، حين يصادفون شخصا بخيلا لا يُرتجى كرمُه، فيقولون شاط الخير على زعير... على العموم هذه الإضافة فقط للتوضيح، فليس هذا هو قصدي من إدراج المثل، بل الغاية منه أنني أعتقد أن هذا ما صار يحدث الآن في الآونة الأخيرة، وبالتحديد في السنوات الأخيرة التي بدأ المغرب ينظم فيها مهرجانه السنوي، مهرجان مغرب الثقافات، موازين. فهل (شاط الخير) على هذا الأخير ليوزعه بالبندير (الدّف)؟ 
هل المغرب يرفل في النعيم إلى غاية أنه يوزعه بإيقاعات العالم؟ قياسا على قبيلة زعير قديما، مع أن المهرجان حديثا يقام على أرض من أراضي زعير...
المغرب في عمق أزماته غارق في الخير إلى أنه صار يوزعه بمبالغ خيالية على فنانين العالم. ونعم السخاء يا أهل الكرم والجود، ونعم السخاء. فارقصوا على غير شِبعٍ.

* زعير: قبيلة مغربية كبيرة، وهي الان تضم منطقة الرباط وسلا والخميسات وبعض المدن الآخر المجاورة لها..
*عندما تشبع البطن تقول للرأس غنِ

الوعي بأثر التربية قبل أثر التعليم


(قال هل أتبعك على أن تعلمينِ مما علمت رشدا، قال إنك لن تستطيع معي صبرا)*

في نهاية الأسبوع الماضي لبّيتُ مسرورا دعوة إحدى الجمعيات الناشطة في مجال الأعمال الاجتماعية، التي نظمت مشكورة حفلا فنيا أدبيا لتكريم عدد من الأطر التعليمية من أساتذة ومدراء متقاعدين من أجيال مختلفة سبق لهم أن أدوا مهامهم بمؤسسات المنطقة التي تنتمي إليها الجمعية المنظمة. وقد كانت هذه المبادرة الممتازة عملا قيما يُرسخ مبادئ أخلاقية تهدف إلى تكريس ثقافة الاعتراف بالجميل ونشر المحبة والتآلف والتضامن... وإني أعترف أنه عمل جليل يستحق أن يُكتب عنه وأن يُتحدثَ عنه بافتخار وباعتزاز، أولا لأن الجهة المنظمة اختارت منطقة الهامش، على اعتبار أن هذه المناطق التي تنتمي للعالم القروي، نادرا جدا ما تنبثق منها مثل هذه المبادرات الفاعلة. ثانيا أن هذا الاعتراف بالجميل جاء من مجموعة من قدماء التلاميذ الذين أرادوا أن يكرموا أساتذتهم تكريما يليق بهم اعترافا بفضلهم على ما قدموه من جهود طوال حياتهم المهنية في سبيل إنشاء أجيال واعية متعلمة عارفة ومثقفة... 

هكذا، وقد مر الحفل في جو حميمي رائع، تظلِّله سحابة المحبة والسماحة والأخوة وتحفه هالة من حسن الحفاوة والكرم سواء من طرف أعضاء الجمعية أو من طرف بعض سكان المنطقة الذين لبوا الدعوة بدورهم بكل فرح وسعادة. بيد أن الذي أثار انتباهي ودفعني إلى كتابة هذه التدوينة هو أمر يتعلق بالأخلاق كسلوك حضاري إنساني لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال وإن صار عند الكثيرين أمرا مألوفا، لكن بعض المألوف يصبح غريبا ومستفزا إن جاء في سياقات معينة، ويغدو له دلالة خاصة. 

حسنا، فبينما نحن في غمرة الاحتفاء بالأساتذة الأجلاء الذين لم يعلّمونا الحروف والكلمات فحسب بل علمونا الأخلاق والأدب والاتصاف بالسلوك السوي... في غمرة الاحتفاء بهم نسي البعض أن المحافظة على نظافة المكان أمر ضروري علمه لنا أساتذتنا ونصحونا بفعله، نسي أغلب من تعلموا على يدي هؤلاء الكرام أن النظافة ليست نظافة الملبس فقط... إذ أنه حين وزعت قنينات الماء الصغيرة على الحضور الذي قد يتجاوز المئة (تقديرا)، ثم تم افراغ مائها في جوف البطون لإرواء العطش، لم يكن من اللائق أبدا أن أرى رجالا حين ينتهي الواحد منهم من شرب قنينة الماء يرميها تحت كرسي من كان أمامه ومعتبرا نفسه بذلك أنه تخلص منها. يرميها بكل برودة نفس وسهولة دون خجل ولا اهتمام كأن الأمر سار به العمل ولا يتنافى مع المروءة ومع القيم الحضارية الإنسانية التي ندعي أننا ننتمي إليها أو نريد أن ننتمي إليها، علما أن أي سلوك يعبر عن مستوى الوعي الفردي والجماعي، وإتيانه لا يُفضي في النهاية إلا إلى أنه يكرس مفهوما ثقافيا معينا، فالثقافة لا تقتصر على المعلومات والمفاهيم، والفنون وغيرها، الثقافة هو ما ينتجه الوعي الجماعي من فعل وكلام ومعتقد وأفكار... ويتم ترسيخه في أذهان الناس على أنه الصواب ثم يظهر أثره في المجتمع بعد ذلك. نعم، فالأخلاق هي المطلوبة، وكان الأجدرُ أنه تعلمها الواحدُ من معلمه الذي جاء كي يحتفي به في يوم تكريمه، ألم يكن ذلك المعلم يحرص على أن يربي تلاميذه على عدم رمي الأزبال في قاعة الدرس؟ ألم يكن يربيهم على أن المكان المخصص للنفايات هو القمامة التي توضع جوار باب حجرة الدرس؟ بلى قد كان كذلك، وأنا بدوري كنت تلميذا...
فهل نحتاج إلى إعادة تربية؟
قد يقول قائل، وكيف سيتخلص الحاضر في مثل هذه الاحتفالات من قنينته الفارغة وهو جالس بموضعه وأمامه جمهور من الناس؟ وهذا سؤال منطقي، لكن الاجابة عنه لا تحتاج إلى ذكاء كبير، بل تحتاج إلى وعي كبير وهو ما نحتاجه بكل صراحة، وعي ندرك به أن محيط كل شخص مسؤول منه ومجلسه الذي يجلس فيه مسؤول منه، لهذا فإمساك قنينة الماء الفارغة في يدي أمر ليس صعبا حتى أجد مكانا مخصصا لجمع البقايا والنفايات، أو أقدمها للمنظمين وهم يضعونها بوعي في مكانها المناسب. وهل سيعيب عليّ أحد إن بقيت ممسكا بقنينة فارغة إلى أن أتخلص منها بالشكل اللائق؟ لا أعتقد، لكن قد يعيب علي أصحاب الضمائر والوعي ويستنكرون فعلي إن أنا رميتها بشكل مستفز تحت الكراسي وأرجل الحاضرين، حتى يتحول المكان إلى مشهد محزن مخجل كما حدث في ذلك اليوم حيث صارت تحفنا قناني الماء كأنها أُمطرت من السماء، وقس على ذلك نواة الثمر ووو... ومثل هذا يحدث في أغلب الاحتفاءات التي أحضرها، كل من كان بيده شيء يرميه على الأرض على الزرابي المفروشة، وبعد الانتهاء ترى المكان كأنه معترك أو أن زوبعة قد حلت به...
ومن يتحجج بمبرر أن الكل يفعل هذا فهو يجعل قدوته من دونه لا من فوقه، فليس من المنطق أن يكون الواحد "إمعة".

إن الاعتراف بالجميل ثقافة عالية سامية، وإن المعلم لم يكن معلما للحروف والكلمات والمعاني فحسب بل كان مربيا يقوّم اعوجاج سلوك تلاميذه. أذكر أن استاذة لنا كانت لا تسمح أبدا بحضور حصتها بالسراويل القصيرة (الشورت)، ولا تسمح أن يجلس التلميذ على طاولته بشكل مستفز لا يليق بشخص يتعلم، ولا أن يعض بأسنانه على غطاء قلم الحبر (وهذه العادة كانت قد تحولت إلى سلوك عادي لا إرادي عند أغلبنا) وقد كانت هذه الأمور كلها عادية بسيطة لنا، لكن عمقها الدلالي يوحي بشيء آخر، وهذا أقل شيء. 

خلاصة القول، إن التفاعل مع حفل التكريم من لدن قدماء التلاميذ واسترجاع الذكريات واللحظات السعيدة والحزينة وتقبيل رؤوس المعلمين كل هذا أمر رائع ومستحب وهو قمة الاعتراف والتقدير والمحبة، لكني في المقابل أزعم أن المعلم الذي سيرى تلميذه السابق على سلوك حسن ويتصف بالقيم الأخلاقية سيفتخر به أكثر من كونه قد حصل على شهادة عُليا أو شغل منصبا مهما. لهذا فإني أتساءل أين ما تعلمناه من التربية داخل القسم من طرف نفس الأساتذة الذين نقبّلٌهم اليوم بمحبة وإخلاص احتفاءً بهم أمام الناس؟ أين هو السلوك السوي الذي يعبر عن شخصيتنا الحضارية؟ أين هي التربية التي تسبق التعليم، ألسنا نقول دائما "التربية والتعليم"؟


*من سورة الكهف

أطماع الأمويين، ونبي البرغواطيين



رشيد أمديون

بلغت أطماع الأمويين أن ضيقوا على القبائل الأمازيغية بالمغرب عن طريق وُلاتهم، وكان هذا تحديدا في عهد هشام بن عبد الملك والذي كتب يوما إلى عامله على إفريقيا فقال: "أما بعد، فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى، أراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب، ما هو معوز لنا بالشام وما ولاه. فتلطف في الانتقاء، وتوخ أنيق الجمال، وعظم الاكفال، وسعة الصدور، ولين الأجساد، ورقة الأنامل، وسبوطة العصب، وجدالة الاسوق، وجثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخام الكلام.."(1)
ثم ذهب وفد من الأمازيغ بالشكوى إلى مقر الخلافة الأموية لمقابلة الخليفة هشام بن عبد الملك فانتظروا هناك بدون أن يأبه لهم الخليفة، وعادوا حانقين..، فكانت مثل هذه الأسباب وغيرها -كما يقول المؤرخون- هي التي دفعت إلى ظهور الخوارج الصفريين بزعامة ميسرة المطغري وخالد بن حميد الزناتي الذي ألحق الهزيمة بالأمويين في "معركة الأشراف" و"معركة بوكدورة"(2).. وكذا طريف المطغري الذي أسس الدولة البرغواطية في المنطقة التي كانت تسمى تامسنا والتي تقع بين سلا أزمور وآسفي، ثم بعد ذلك خلفه ولده صالح بن طريف (744م) الذي ادعى النبوة (وكان منجما) وابتدع دينا جديدا للبرغوطيين كشكل من أشكال الإستقلال السياسي والديني..، فزعم أن قرءانا أنزل عليه باللسان الأمازيغي يقرأونه في صلواتهم التي بلغت العشر مبتدئين بقولهم: "مقر ياكوش" أي الله أكبر، وصلاة الجمعة عندهم يوم الخميس، وكانت لهم تعاليم أخرى كثيرة... وسمى هذا المدعي نفسه "صالح المؤمنين" وزعم أن القرآن الكريم بشر به وذكر اسمه في سورة التحريم:( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِير)(3). لكن دينهم بدأ انتشاره والاجهار به تحديدا مع حفيده يونس بن إلياس بن صالح الذي فرضه بالقوة والعنف والقتل... فدامت دولة البرغواطيين أكثر من ثلاثة قرون حيث ظهرت قبل بيعة إدريس الأول بنصف قرن، ولم تستطع الدول التي قامت في المغرب القضاء عليها كدولة الأدارسة والفاطميين والزناتيين..، إلى أن ظهر المرابطون الذين حاولوا توحيد المغرب سياسيا ودينيا، وقد استشهد الفقيه عبد الله بن ياسين في جهاده ضدهم في مسيرة الإصلاح ونشر الإسلام في المغرب تحت راية الدعوة المرابطية. لكن رغم ما أبلاه المرابطون في قتالهم للبرغواطيين فقد بقيت منهم باقية قضى عليها الموحدون بعد ذلك.

الهامش:

1- رسالة هشام بن عبد الملك أنظر كتاب: الدولة الأغلبية التاريخ السياسي 909 -800م – محمد الطالبي ص:40– دار الغرب الإسلامي
2- أنظر كتاب لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين - ذ.محمد شفيق
3- أنظر كتاب البرغواطيون في المغرب - د محمد الطالبي/ د إبراهيم العبدي


الرجراجيون السبعة




رشيد أمديون


قيلَ أنَّ سبعةَ رجال من المغاربة من قبيلة الشياظمة، وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، ودخلوا مكة وهم ينشدون "فاستجابت لهم شعاب الوادي بالأصداء، فقال أهل مكة ما هذه الرَّجْرجة، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: هؤلاء الرجراجيون جاءوا مسلمين، ومن هناك اتصل بهم هذا الإسم"، فسموا رجراجة أو ركراكة (Ragraga). وخاطبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمازيغية (وتلك من معجزاته)، فأعلنوا الإسلام بين يديه، ثم حملوا دعوته إلى المغرب فكان لهم فضيلة السبق إلى الإسلام والدعوة إليه في بلاد المغرب قبل دخول عقبة بن نافع فاتحا. وهؤلاء السبعة هم: سيدي واسمين- سيدي عيسى بو خابية وشقيقه سيدي اسعيد الملقب بالسابق أو(يبقى) - سيدي عبد الله أدناس - سيدي بوبكر أشماس وإبنه سيدي صالح - سيدي يعلى بن واطل بن مصلين والد سيدي شاكر أو شيكر، الذي قيل أنه صَحب عقبة ابن نافع الفهري كما جاء في كتاب رباط شاكر للمؤرخ محمد السعيدي.
ونظم الفقيه ابن عبد الكبير الشاوي (ابن حريرة) أبياتا فقال:
زيارة اهل الله من أعظم الدخر= وكنز الفلاح في القيامة والحشر
وقوم بأقصى المغرب سبع أجلة = لهم رتب عليا على أهل ذا القطر
بصحبة خير الخلف خصوا وقدموا = بمغربنا طرا على كل ذي قدر
وقد ذكر هذه القصة كثيرٌ من المؤرخين منهم: عبد الله الرجراجي السعيدي في كتابه "السيف المسلول فيمن أنكر على الرجراجيين صحبة الرسول". ومحمد السعيدي الرجراجي في كتابه "رباط شاكر (سيدي شيكر)". والأستاذ كريدية إبراهيم Kredya Ibrahim في كتابه شرفاء رجراجة ودورهم المشهور. وذكرها المختار السوسي في "المعسول" الجزء الثالث، ص: 7 ثم أنكر صحتها في الجزء 14 ص: 138 من نفس الكتاب، كما قال عبد العزيز الدباغ في كتابه الإبريز أن هؤلاء ليسوا صحابة وليس في المغرب من الصحابة أحد.

أبو محمد بن حرزهم في بيت المقدس





جاءَ في كتابِ التّشوُّف إلى رجالِ التّصوُّف (94)، الذي ألّفه أبو يعقوب يوسف التّادلي رحمه الله، أن أبا محمد صالح بن حرزهم "لما زار بيت المقدس انقطع بقرية قريبة منه. فقدّمَه أهلُ تلك القرية للصلاة يؤم بهم في مسجد تلك القرية. فأقام هناك إلى أن أقبل الإمام أبو حامد (الغزَّالي) رحمه الله، في جماعة من تلامذته. فنزلوا في ذلك المسجد وكان فيه عريش عنب قد ظهر فيه الحِصْرِم*. فقالَ لأبي حامد تلامذتُهُ: اشتهينا حصرمة. فقال لهم: سلوا إمام المسجد على من حَبسَ عنب هذه الشجرة، أعلى الإمام، أم على المؤذن أمْ على المسجد أم على منْ هو حَبسٌ حتَّى يُعلمكم. فسألوا أبا محمد (بن حرزهم). فقال لهم: لا أدري على من حُبِسَ ولا تعرّضتُ له ولا أكلت شيئا منه قط. فأخبروا أبا حامدٍ بذلك. فقال لهم: هذا مغربي، له أعوام في المسجد، ولم يتعرض لهذا العريش ولا عرف خبره وأنتم من ساعة واحدة لم تملكوا أنفسكم".

* صالح بن محمد بن حرزهم هو عم أبي الحسن علي بن حرزهم، والد محمد بن علي بن حرزهم، المعروف عند الناس بـ سيدي حرازم.
* الحِصْرِم: أخضر العنب الذي في بداية النضج

بين الغزّالي ويوسف بن تاشفين

1-



...وكانت هناك مراسلات بين حجة الإسلام أبي حامد الغزّالي وأمير المسلمين في عصره الملك المجاهد يوسف بن تاشفين اللمتوني أمير دولة المرابطين التي ساهم في تأسيسها الفقيه المالكي عبد الله بن ياسين الجزولي تلميذ الفقيه وجاج بن زلو اللمطي تلميذ العلامة أبي عمران الفاسي المالكي، والأمير يحيى بن ابراهيم الجدالي، ومن بين هذه المراسلات أن ابنَ تاشفين أرسل رسوله إلى المشرق ليطلب من الغزَّالي فتوى غزو الأندلس بعدما أفتاه فقهاء الأندلس بجواز ذلك لتوحيدها والقضاء على ملوك الطوائف الذين قسموا البلاد وتجبروا وحارب بعضهم بعضا... فأجاز الغزالي له ذلك. 
كما أن ابن تاشفين بعد ذلك بعث إليه يطلبُ منه أن ينتقل إلى المغرب، فلبى دعوته وخرج مسافرا، ولكن ابن تاشفين توفي فبلغ الخبرُ الغزالي فعاد من الطريق إلى بلده. وهكذا حرم المغرب من دخول فقيه وصوفي وفيلسوف إلى أرضه، بيد أن علمه بلغه...

الجانب الحسِّي في لقاء آسفي


(اللقاءات الثقافية تفاعل حسي قبل أي شيء آخر)

     ما كانت كل آمالنا قادرة على التجلي أمام رغباتنا المِلْحاحَة التي تحدث ضجيجا بداخلنا، تلك الرغبات  التي من بينها - أساسا- الحرص على أن نعيش لحظةَ وجود، لحظة تحقيق آمالنا، لهذا فهي تأتي فرادى وعلى حدَة، قد يُباعدُ الزمنُ بين فتراتها ويتراخى، لأن تحقيقَ كل شيء دفعة واحدة هو نوع من الانطلاقِ المُجازف قد يقتلُ فينا القدرة على المواصلة والاستمرار، أو قد نصاب بالعجز باكرا  قبل أن نقطع ميلا واحدا من تلك الأميال التي تنتظر سَيرنا الحثيث، فالتدرجُ سنة من سنن الحياة والكون. كما أنَّ كل حدث يأتي فنحن بطبيعة الحال من نؤثث له ونهيئ له جوا يليق به وبقدومه. ربما تلبس نفوسُنا هواجسَ الخوف ويسيطر القلقُ من النتائج على تفكيرنا بقوة شديدة المراس، ولكننا نتحدى بإصرار، لنفتعل قوة الإستمرار، لأن الهدف كبير يستدعي ذلك، وما كل حدث مقبلٍ إلا محطة أو درجة من درجات الصعود والتقدم نحو المبتغى.

     إن هذه المقدمة لَهي بمثابة كلام.، قبل أن يرتقي به الحال وهو في تلك اللحظة التي ولد فيها، كان ما يزال نوعا من الإيحاء الذي لم يُفصح بعد، إني ألهِمْتُه في موقف ما، في لحظة ما..، لعله ما قرأتُه في عيون كاتبات أنطولوجيا نسائية الحاضرات في تظاهرة مدينة آسفي التي نظمها فرع رابطة كاتبات المغرب بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة (13-14-15 مارس 20015)، كان يحق لهذا اللقاء -بالنسبة لي- أن يلهمني أشياء كثيرة، أن يسير بي إلى عوالم أفك فيها شفرات الصمت، وما لم يُقل إلا بإيماءات تبدو أثارها على وجوه مستبشرة بالخير. بصدق سعدت بالدعوة، وكنت سعيدا أيضا بهذه الخطوة التي أقبلَت عليها صديقاتي المشاركات في أنطولوجيا نسائية (أمل الصالحي، ولطيفة شكري، وسناء البركي، وليلى أفخاري، وسناء وحنان الحناوي، وأمل أعبور، وحنان الدريسي، ومثال الزيادي)، وإن كنت مشتاقا للقائهن جميعا في زمن واحد ومكان واحد، فمن بينهن من لم ألتق بهن بعد، غير أن الظروف التي حالت بين حضور أغلبهن، كانت سبب عدم تحقق هذه الأمنية. 

   
  أحببت أن أكتب تدوينة عن بعض من قابلتهم في تلك الأيام التي قضيناها في رحاب آسفي، لأن الكتابةَ مجال رحب للتعبير، ووهاد ووديان وميادين تتسع لكل مقال، فهي القادرة على لملمة الشتات وضبطه بالكلمات. الكتابة هي معانقة الشيء حتى يمتلئ دفئا، ثم إرساله لمصير القراءة.
وبهذا، فإنه يحلو لي  أن أتناول الحديث بإيجاز عن صاحبات الكتاب اللواتي حضرن اللقاء، ليس من باب المجاملة ولا قول ما ليس له علاقة بالحقيقة، فأنا لست مرغما ولا ملزما على الكذب، وإنما أكتب من باب الصراحة وقول ما شعرته وأحسسته وتفاعلت معه، وما ترك فيَّ من أثر لا يجب تجاهله، فكما يطيب لبعض المسيئين أن يغتابوا الآخرين من باب النقيصة والانتقاص، فيطيب لي أنا أن أذكر  في الأشخاص ما أراه يستحق الذكر، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والكلمة الطيبة خير مشجع، وإن لم تنفع بشيء، فعسى أن تكون من باب الاستئناس. 

   - مثال الزيادي الآسفيّة - نسبة إلى آسفي- هي المنسقة وصاحبة فكرة الكتاب، مثال الزيادي التي منحتنا بصفتنا مدونين -أولا وقبل كل شيء- ضوءًا أخرَ لا يمكن تحديد لونه وشكله، أو حتى البعد الذي يقف عند حده، هو إشراقٌ جديد، وابتدع إحساس مختلف قد أقول أنه وُزّع على كل قلوب من حضر أنشطة الأسبوع الماضي، وما نقص منه شيء. مثال الزيادي عضو رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي، التي أثبتت لي أنا شخصيا وبعد تواصل قد يقرب من عام كامل أنها تمنح وتعطي أكثر مما تأخذ، وما يزيدها ذلك إلا إشراقا لمحياها البشوش، وبسعة صدرها تنال تقدير الجميع.

   - حنان الحناوي، التي إن استرسلت في الحديث، تكلمت بعفوية، هي تعرف ما تريد، وتختار بعناية وبدقة، وتنتظر نقدك خافضة جناح الإصغاء. شاعرة شاركت بقصائدها وغردت فوق منصة مسرح مدينة الثقافة والفنون بآسفي أمام الجمهور الآسفيّ.

   - سناء البركي، الفراشة التي أتت بها ريح مرسلة من فرنسا كي تحضر حفل توقيع كتابها "سِفر التغريد"، وكذا الكتاب الجماعي "أنطولوجيا نسائية"،إنها فتاة تتشبث بخيوط الثقة والعزم، وتشق الطريق نحو الأصعب، قلبها موزع بين الـ بين بين. أناديها دائما بابنة بطوطة، لكثرة تنقلاتها وأسفارها. تقدّر مجهود الآخرين. ويخونها التعبير حين تريد أن تشكر.  

   - سناء الحناوي، (مروكية) الطبيبة والمدونة المجتهدة الناشطة، صاحبة الدمعة النازلة على جفنها في موقفها الإنساني الذي أوقف كل الحاضرين في ندوة التدوين النسائي، كي يصفقوا لها بحرارة وباحترام وتقدير. في باطنها شعلة من المشاعر الإنسانية، وأكثر المدونات حديثا عن المرأة، وتفاصيل العلاقات التي قد لا نعيرُ لها بالا.

     كنت أتمنى أن أكتب عن كل المشاركات في الكتاب، لو كانت الظروف سمحت لهن بالحضور. بيد أني أحب أن آخذ إستثناءً لأشير إلى مدوِنة أخرى كانت قد أزمعت على الحضور إلى أخر لحظة لولا الوعكة الصحية التي حالت بينها وبين ذلك. إنها حنان إدريسي، التي تكتب القصة بشكل جميل، (وأتفق مع الأستاذ الدكتور عبد الله اكرامن الذي أشار إلى ذلك حين تقديمه لكتاب أنطولوجيا نسائية في ندوة التدوين النسائي بالمغرب). حنان إدريسي لديها قدرة رائعة على تطوير نصوصها، في رحلة البحث عن النص الذي تتمناه. إنها زهرة الثلج التي تقاوم وبإصرار. ولعلها كانت حاضرة معنا بروحها وإحساسها في كل أنشطة اسفي.


وكما أني من خلال هذه التدوينة أشكر أشخاصا ربما كان لقائي الأول بهم، أشكرهم لأنهم أبانوا عن معدنهم الطيب:
  •  السيد مندوب وزارة الثقافة بآسفي، السيد لحبيب الأصفر، أشكره لأنه رحب بي شخصيا، وسهر على إنجاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية، ووعدني بشيء ما، وفي وقت ما غير محدد... بصراحة نحتاج مثل هؤلاء الذين يعطون للفعل الثقافي حقه.                                                                                
  • الأستاذة رشيدة شاركو، التي تحولت معرفتي بها من الافتراضي إلى الواقعي، وتشرفت بمعرفتها أكثر. 
  • الأستاذة زهرة رشاد، التي قدمت قراءة جميلة لكتاب أنطولوجيا نسائية بالرابطة الفرنسية، تناولت الحديث - قبل أن تفتح باب النقاش- عن ماهية الكتابة والتدوين النسائي، وهموم المرأة المغربية خصوصا والعربية عموما انطلاقا مما تناولته بعض تدوينات الكتاب. كما أشارت إلى مقاربة النوع الاجتماعي، من خلال المحاولة في تجديد العقليات وكسر نمطية التفكير.
    فُتحَ باب النقاش لمشاركة الحضور بآرائهم، ووجهات نظرهم المختلفة، وكل ذلك في جو يسوده التقدير والاحترام، مهما اختلفت الأفكار.
    الأستاذة زهرة رشاد أسمعتنا من إبداعها قصيدتين جميلتين مختلفتين في الزمان مشتركتين في نظرة الإنسان لكل مرحلة عمرية خاصة.                  
  •  الفنان التشكيلي والنحات محمد قلقازي. قلبه قلب فنان مبدع حقيقي، بالنحت يبعث في الموات حياة، تناولنا معا الحديث والشاي بمنزله.                   
  • الصحفي عبد الإله خضيري. أتيحت لنا فرصة تشاركنا فيها الحوار، وتناقشنا طويلا ونحن نتمشى بين شوارع آسفي، في جو مسائي جميل. عبد الإله شاب حيوي ديناميكي، لمدينة اسفي حق الافتخار به وبأمثاله.        
  • الأستاذة الطيبة والمثقفة عتيقة الزاكي، السيدة البشوشة الخلوقة. كنت ألمح في صمتها بهجة وهي تصغي إلينا بعناية واهتمام.                                                                      
  • السيد عبد العزيز الموذن صاحب متحف رائع وغني بكل الأثاث والتحف التاريخية الفريدة، هذا الرجل الذي وهب منزله الأثري ليصير متحفا يختزل بعض تاريخ المدينة وتراثها وثقافتها العريقة، أشكره لأنه لم يبخل علينا بثقافته وبإلمامه المعرفي. رجل يحمل همَّ إبراز جمالية مدينته وقيمتها التاريخية، والتعريف بثقافتها القديمة وتحفها. استرجعت وأنا داخل المتحف ذاكرة الأشياء: الفونوغراف والأسطوانة القديمة، آلات الخرازة وآلات النجارة القديمة، آلات الحجامة.. تشعر أنك مسافر عبر آلة الزمن إلى الماضي.
وأشكر جميع آهل أسفي الطيبين، فنانين، وشعراء، وجمعويين...

حدوة حمار

حَدوَة حمارٍ مُعلَّقة بِمقدمةِ سَيَّارةٍ بيضاءَ من نَوعِ مرسيدس 190 ، توقفت بجانبِ رصيفِ الشارع.
كَلبٌ أجرب يَشمُّ شيئا في إحدى عجلتها الأمامية ثم يتبول.. تمر بجوار السيارة عربة مثقلة، يجرها حمار متعب، يلتصق أسفل قوائمه بأربع حدوات جديدة تحدث طرقات بطيئة على إسفلت الشارع. . سوط اتخذ نزوله على ظهر الحمار، ترسله يد حوذي لئيم. الحمار حاول أن يكون أكثر صمودًا، فحثّ الخطى. انزلقت قائمتاه الأماميتان، فخرّ على الأرض...

09/12/2014

موانع التشبيه

حاولَ أنْ يُشبه مواطنا يعيشُ في وطن صوّرهُ له خياله.
فعلَ بصعوبة حتى أنَّ ملامحه تبدلت، غادرتها البشاشة، واستوطنها الهمُّ. اكتشفَ بعد فشلٍ أنَّه أسير وطنٍ يستخدمُ مَوانع التشبيه، فهو ليس كمثله شيء، باردٌ كالصّقيع، وحار كحمم البركان.

رشيد أمديون
04/12/2014

عن غيابي

كان غيابي عن المدونة - وعن الكتابة عمومًا - هذا الشهر راجع إلى سفري الذي جاء عقب انتهاء رمضان مباشرة، فقد سافرت يوم العيد تحديدًا، أمضيت يومين بالصويرة، المدينة الساحلية الساحرة، الهادئة، والدافئة بطبيعتها وبقلوب أناسها. ثم انتقلت إلى بلدتي بالأطلس مبتعدا قليلا عن ضوضاء المدن، كي أنعم ببعض الهدوء واستنشق قليلا من نسيم الطبيعة الجبلية الذي افتقدته لسنوات. طبعا على الفيسبوك هناك من الأصدقاء من تابعوا رحلتي هذه، من خلال الصور التي كنت أنشرها على صفحتي، وبصراحة كانت عندي نية أني حين أعود سأكتب عن بعض المحطات التي زرتها، كقصبة "تيزركان" والمقبرة الجماعية التي مررت بها في طريقي، وتضم مجموعة من الشهداء الذين نسفتهم طائرة فرنسية سنة 1933م بسوق أسبوعي. كنت أحمل معي موادَ تفتح شهوة الكتابة، بيد أن حادثا وقع... فعمتي التي كانت بدورها في البلدة تقضي بعض الأيام لدغتها أفعى، فكان علينا حملها للمستشفى الذي يبعد 160 كيلو متر. هذه الواقعة غيرت كل مجريات الرحلة بل وشتت كل تفكيري وترتيباتي التي خططت لها..
سأعود قريبا لتخصيص تدوينة عن القصبة المذكورة، والمقبرة الجماعية أيضا، وبالصور. خالص ودي


وتشرق من بعيد:


همسات الروح والخاطر - انسيابات


بعد زمن من الانتظار، والتسويف أيضا، أيقنت أن مصير ما أقترفه من حروف هو كتاب، يولد من رحم الغيب، ويرى الوجود، ناظرا إلى الحياة وملامسا لها..
هكذا ولد "همسات الروح والخاطر"
انسيابات أوجدت حضور الكلمات.
المقدمة كتبها: الأستاذ سعيد بكور/ المغرب
الدراسة: دكتورة هداية مرزق/ جامعة سطيف 2. الجزائر
لوحة الغلاف: الفنان مصطفى الأزرق/ المغرب
أشرف على الطبع:
مشروع خطوة (مثال الزيادي/سناء البركي)
نشر دراسة الناقدة د.هداية مرزق، الصديق خالد أبجيك، بجريدة العاصمة بوست في عدد أمس الإثنين.



شكرا لكم جميعا، وأرجو لي ولكم التوفيق

صمود امرأة


اللقاءات ما عادت مزهرة، ولم يعد لطلعها الباسق نضارة تستجلبُ الإغراء. جُرم أن تفقد الأشياء بريقها بسبب سوء التصرف وضعفه. اللقاءات، إننا نفتعلها رغم أنف الظروف المعاندة، كمن ينحت الوهم على الصخر، أو يرسم الهراء على الماء مكرها. إن المكره على شيء دليل على ثقله. لهذا -فقط- فنحن نلتقي كي نثبت لغرورنا أننا مازلنا على وعهد بالترابط، وكي لا ننكسر أمام المجتمع الذي سيحاسبنا يوما إن افترقنا، بل حفظا لماء الوجه، واتقاء شر الشامتين، وما أكثرهم! 
بقينا على نفس الوثيرة زاعمين أن التيار لا قدرة له على جرف الجبال. صدقتك حين قلت لي أننا جبلين راسخين... 
والآن، كم بي رغبة للضحك على هرائك.. 
كنت غبية حين لم أفنِّد ادعاءك بردٍّ جيولوجي، إذ أن من الجبال ما لا يصمد أمام عوامل التعرية، الطبيعة أيضا لها قوتها الجبارة، تقسم الحجر ولا تكترث. فما بالنا نحن، هل لنا قدرة الصمود أمام كل الكوارث والزلازل؟ إن الأرض كذلك حين ترتج، الكل يقول نفسي نفسي. وأنت في أول رجة خفيفة ولَّيت وجهك عني، وتنكّرت لوعودك، وذبت ذوبان الملح في الماء. كيف تعود بعدها حاملا ورودا لا أجد لها لونا، لتقدم أعذارا، ولتسوق مبررات لا تقبل الترابط ولا التناسق بينها فضلا عن أن تكون قابلة للتصديق، أنت نفسك لا تصدقها، أنت تكذب على نفسك، محاولا أن تعيد الماء لمجراه، كيف تقبل هذا، بل كيف تصدقه، وأنت على علم أن النبع إن فقد صفوه، إن صار كدرا، لن يعود ماؤه إلى صفائه المعهود. ومع ذلك قبِلتُ، وأنصت لك، وجعلت نفسي أستقبلك من جديد، ولكن بشكل آخر مختلف جدا لا وجود في فصوله للربيع، وبوجه لم تبقَ له ملامحه الأصلية حتى أستطيع أن أقول أنك أقنعتني. إني في كل لقاء أؤدي الواجب الذي اتفقنا عليه فحسب، لا أقل ولا أكثر.

لم أستطع أن أقتنع بالوضع الجديد، ومن الصعب جدا أن أقتنع بشيء دخيل على علاقة كانت تسير كنهر رقراق، يجري جريانا لا ينقطع على طول الأيام، بل كانت علاقتنا أشبه بهذا النهر العذب حين كان يرتوي منها آخرون، النهر أيضا يسقي الزرع، يسقي كل الأحياء، كله خير، فهكذا كانت علاقتنا من قبل، فكيف استحالت جافة؟ 
هذا الذي لا أرضى أن تسألني عنه، لأنك أنت من قطعت عنها الغيث، وأنت من خرج عن أصول اللعبة إن صح قولا أن نسمي ما كان بيننا لعبة. ولعله كان لعبا من طرفك، وكان جدا وميثاقا مقدسا من طرفي، إذ أني بقيت صامدة ولم أنهزم، لم أستسلم لعصف لا يأخذ إلا الضعفاء. أعتقد أني الوحيدة التي ينطبق عليها اسم الجبل، أما أنت فقد نُسفتَ مع أول رجة، ومصداقيتك ذهبت بها الريح، إنها كعصفٍ منثور، لم تبقِ لها حسناتٍ ولم تَذَرْ. 
آلا بئس الرجال إن كانوا من طينتك.

رشيد أمديون. ابو حسام الدين

تحملُ البشارة، ولكن..

ما الذي أعاد العصفورة إلى نافذتي. فهذا الصباح اسمعها تصفِّر صفيرًا رقيقا، عميق المدى، موغلٌ في التحريض على استحضار ملامح الأشياء. كأنه حنين...
ما الذي أعادها إلى نافذتي وقد غابت منذ غابت عني أشواقكِ، وسلاماتك، واصطباحاتك. كنتِ الشمس لمداري. بك أنير النهار، ولا يوم من دونك، لا إشراق من غير عينيك الوهاجتين، لا نسيم من دون عطرك المُسْفِر عن جمال الذوق وحُسنِ الاختيار. وفي أيام الفصول الماطرة كنت معطفي الدافئ، ثقتي التي أتوسَّدُ صدرها الناعم، لأقاوم برد الحياة القاسي. مظلةُ الحب كانت تأتينا من غيب دون أن تستأذن. عنوة تأتينا، لا سائق لها، لا متحكِّم، تقينا من جلد المطر... لمَ الغيب أمسكها عني بعد غيابك؟ ولم العصفورة الصغيرة هاجرت نافذتي بعد هجرك؟ لمَ النَّهارات لم تعد مشرقة؟
لم كل شيء تصلّب، تحجر، تقوقع في عمقٍ أسود؟
آآآه.. آآه، كم هو صعب أن تتواطأ الطبيعة مع انفعالات الحِسان، ومع قراراتهن.
كم هو مؤلم أن يزجك القدرُ في دائرة من تواطأ الكل على مقاطعته، وعلى نبذه.
أنا المنفيّ دون سفر، دون أن يبدّلَ المكان. نفس المكان نفس النهارات. الصباحات هي هي. النافذة، الغرفة هي هي، ما الذي تغيَّر إذن؟ أكانت هذه الأشياء ذات أرواح، فغادرتها، أكانت لها أحاسيس وتلاشت؟.
آه يا عمقيَ الضائع، إنني أعيش عهد الشحِّ، وعصر الانقباض، وحالة التقلص، وأندس في عالم الغرابة كلي، كمن تبتلعه دوامة عميقة المجهول...
ما الذي أعادها؟!
هذا الصباح تنقر زجاج نافذتي نفس العصفورة، توقظني من حلم أذِنَ باقتراب حلول الصباح، سمعت صفيرها الرقيق، فاشتقت إلى شيء، بل إلى أشياء. اشتقت إليكِ، واستغرقت في تأمل نداءات تبثها روحي. فلعل اتصال الأرواح أقْـدَر على أي اتصال. فهل ستعودين كما عادت العصفورة؟ هل ستنبعثين كما انبعث الحلم الجميل في منامي؟
وهل أنا أصلا ما أزال قديسك؟! أم أنك غيرت ملَّتك واتخذت قديسًا غيري.


رشيد أمديون. ابو حسام الدين

سحرُ أنثى


يا وجهها المستدير كقمرٍ أشاحت الغيومُ عن ضيائِه، فغنَّت له النجوم.
يا ساحرة الليل المطلة من شرفة عتيقة بفستان نومٍ حريري يمسك الهواء بأطرافه، يلاعبه سرًا، يعزف لحنًا ماتعا.
يا خداها المحمران كتفاحتين في موسم النضج، ليستا للقضم..
يا عطرها السائح بين تفاصيل النسيم.
يتبختر في الممشى عطرك المسافر إلى حدود لا أدركها.
أنت لعيوني ضياء. تملؤني النظرة إليك عشقًا، تملؤني انتعاشا فأتصلب لأجد قلبي نَزَعَ إليك، وفي المدى صوت دبيبه.


كوني بردًا وسلامًا

أحتاج مزيدًا من عجين اللّغة، وقليلا من خميرة الخيال، كي أكمل عكعة النص.
آه... لقد تذكرت؛ أنا لا أملك فرنا كهربائيًا. كل ما عندي هو تنور صغير في زاوية خارج باحة الدار العتيق، حيث كانت جدتي تطهو خبز القمح...
هل يا ترى ستنضج داخله كعكة النص الموعود؟
لا أعتقد... لا أعتقد... فنار قريتي تأكل كل شيء حتى اللغة. 
رميت الكعكة في التنور وصرخت: يا نار كوني بردًا وسلامًا على...

مِلكيَّةٌ بالمجاز

لا شيء يدفع بصوتي إلى هذا الصدى، ليعلو..
سوى ما توزعه من صفعاتك على الضعفاء.
في حماك لا شيء يربطني بك إلا تهمة الانتماء، تقوم كذبا لتحاجج بها، وتشهد زورًا أنك لي...
فلا القطاراتُ العابرة تفاصيلك، ولا الوديان المسافرة طول الزمن، ولا الشمس ولا القمر، ولا التراب الذي سيأوي رفاتي ذات نهاية، لي.
لا المراسيم المقنَّعة، ولا الهبات المنفلتة من دهاليز التخمة، لي.
الشواطئ والبحار وما ترميه ليس لي.
الأنهار لا تصب في بطون الجيّاع..
كل شيء فيك يغري عيونا أخرستها الفاقة، وعيونا لا تعرف شيئا فماتت جاهلة...
لا أملكك، وحتى إن اشتهيت أن أقول أنك لي، فليس لدي صك أثبت به ملكيتي.
وهراء أن أفكر ذات صحو أن أنزع حلما من نومة هادئة، وأرى أنك بين يدي، عاشقا أرخى رأسه على صدر حبيبة، وتوسد نهدين.
أنت بين أحضانهم، وستظل مسيرا.

رشيد أمديون

البياض والسواد


زمن الأسطورة انتهى.
أنا لست ابن الأحلام...

هذا الذي قد يراود مخيلتك أو يشغل بالك والتفكر، لا أملكه. 
أنا من أولئك الذين لا يأتون في الأحلام... 
أنا من الواقع المحض، الواقع المرّ الذي لا تزول مرارته برش ماء السّكر. 
أنا ابن هذا البلد!! 
لعقت العلقم من ذات الصّحن، وجُلِدت لأكون... 
نحن قوم لا تثبت هويتنا إن لم نجلد 
فإياك أن تتصوري أني يوما بردائي الأبيض سأركب فرسا أبيض، أو أني سأمر تحت شرفتك لأشاهد تحية المنديل الأبيض وهو ينثر عبقك المدلل في الهواء... 
تلك طقوس بعيدة عني كالقمر في السماء، ممتعة، ولكن... 
حاولت أن أمارسها فسجنني الواقع، بل نفّذ في حقي حكم النفي. 
أنا لست ابن الأحلام... لأنني أخشى إن نسبت نفسي يوما لها أن يضعوني في خانة الممنوعين، أو أن أكون حلما مزعجا يقظ مضجعك فتنكرينني قبل الفرار. 
دعكِ من الأحلام الآن، وفكري فيّ كما أنا، بقميصي الذي ذهبت الشمس بلونه، بسحنتي السمراء، بشعري الذي لم تمر فيه أسنان المشط منذ زمن لا أذكره، وبحذائي الذي بهت سواده، وأوشك أسفله على التلاشي من كثرة المشي والبحث... وجيوبي الفارغة إلا من تبغ رخيص، وأوراق أحسبها تحمل هُويّتي واسمي... 
أتراك تقبليني كما أنا بصورتي السوداء هذه، ذات الفجيعة السوداء؟ 
ألم أقل لك أني في الأحلام سأكون كابوسا أسودا... 
فدعكِ من الأحلام، فأنا لست فارسا ولا حتى أجيد ركوب الخيل.



بقلم: رشبد أمديون       /    النص منشور كذلك على مجلة المحلاج للقصة القصيرة.

خطبة الإمام في بلاد الأمام والسلام


حدثني السّاري ذات ليلة عن خطبة جمعة حضرها في بلاد الأمَام والسلام مع الدوام وحسن الختام. استنفدنا معها زادنا من الضحك، وما أبقى لنا نفسا نرده بعد كل قهقهة عالية. قال السّاري بعد أن أطلق للقول العنان، ولهجت أنفاسه، فاستحضرنا المسامع للإنصات، فحرك اللسانَ بين الأسنان، فقال: حدَث أن حضرتُ خطبة قال فيها الخطيب:

الخطبة الأولى
باسم والي النعم، ومالك الحكم، وباعث الهمم. هو اليد العليا والسؤدد. والقمر في السماء وفي الأرض به يُعتدّ. المقدس العالي المقام، الماحي للظّلم والظلام، المانح للنور والعدل والسّلام.
معشر المسلمين في بلاد الأمام والسلام...
إن من لم يشكر النّعم ما شكر الله حقّ شكره، ولا قدّر الخالق حقّ قدره، ولا نزلت عليه السّكينة في علانيتهِ وسرّه. وإنّ من النّعم أن نمجّد من يَحقّ له التّمجيد، ونسبّح باسم من يحقّ له (التّجميد)، عفواً - التمجيد، وله (نكرع) عفوا...نركع بالغدو والاصال أو في كل مرسم واحتفال، لمن قلّده الله أمر عباده، ووهبه الحكمة وفصل الخطاب، والرد وحسن الجواب، وأفاض عليه من الأنوار والفتوحات ، والعلم مع الأسرار والكشوفات... فهل من كان فيهم عالي المقام، يشكو بعضهم من حرّ أو قرّ؟ وهل من كان فيهم سيأتيهم النّفع أم سيأتيهم الضر. أخرج (الكارتي) في (بلوغ المرام في كيفية الخضوع والسلام)، قال: (حدثنا الملاّق بن حرّاق ونحن جلوس عنده، عن السرّاق أنه قال: ما بلغ، ما بلغ. قلنا ماذا يا سرّاق، قال: ما بلغ العلى من لم يُقبّل يد السّلطان ثلاثا. قلنا على ظهرها أم على بطنها؟. قال: مرتان على الظّهر وواحدة على البطن، ومن زاد فله الفضل).
معشر المسلمين في بلاد الأمام والسلام. بلوغ مراتب الإحسان، من مقتضياته الواجبة التي اعتبرها أهل الطريقة من الأركان، إتباع طريق الصناديد الكرام، من أهل الكشف والمرام، ممن جاهدوا نفوسهم والشيطان وكذا التماسيح والعفاريت اللّئام، ومن تشكّل على شاكلتهم، ولبس خرقتهم. أولئك هم من قاوموا الطغيان، وهم الذين بلغوا درجة الولاية والصلاح، ونبذوا الزيف وعانقوا الوضوح، وشيدوا الصروح هنا وهناك حتى حسبنا أنفسنا في باريس تحت (تور ايفل). وحجبوا المواقع الالكترونية المارقة، وقطعوا الألسن الطويلة الناعقة، التي هي عن ورد الأذكار غافلة لاهية، إنها ستصلى نارا حامية، وقودها كل ناهق وناعق، وساحر بالكلام ومارق، وجاحد لفضيلة مولانا السلطان وفاسق.
روى (الحلايقي)، أنه سمع في المنام صوتا يقول: (سترى الأقلامُ المارقة شعلة من نار. من السماء تنزل لتحرقها حتى تصير رماداً، ثم تأتي ريحٌ من جهة البحر تذرو رمادها. فالْجم لسانك يا (حلايقي) وأمر أهلك وعشيرتك بذلك، وإياك ثم إياك وإخراجه إلى النور والهواء) أخرجه (الكامبو) في (طبقات المغفلين الواصلين).
أقول قولي هذا وأستعيذ من نهيق ناهق، ومن غضب غاضب ومن حسد حاسد.

الخطبة الثانية
معشر المسلمين في بلاد الأمام والسلام مع الدوام وحسن الختام. باسم السلطان (الرجيم)، عفوا.. الرحيم، ادعوكم إلى التمسك بيده، والاعتصام بحبله الممدود، وعوّدوا ألسنتكم على أوراده، ففيها الشفاء والعافية، وفيها النجاة من الهاوية، فهي تقي من سحر من خالف المعروف، ومن سخونة الرأس المعلوف، ومن بجلده حكّة الحقوق، التي تؤرق بالليل والنهار، حين تنزل عليها عصا الصروف.
وقد أخرج النوّام في (مجلس البرلمان) في باب: شعب الإيمان بالسلطان: (أن أوراد السلطان هي النّاجية. وحين سئل عن معنى النّاجية قال: أنها الناقة السريعة المحمّلة بالأوراد والأذكار وصكوك الولاية ومنشوراتها، وتعود حاملة بالفضل والخير والرضا.

فاللهم ثبت أقدام مولانا السلطان، وأعز بفضلك من إليه تقرب، وأهلك من منه يتهرب، وأنصر من على طريقته يتقرب، واهلك من خالفه ممن تحزب، ولا تجعل في سيره تعثرا، ولا عن شماله ولا يمينه توثرا. وخذ أنوارنا وأضف له الأنوار، وأعزه أينما كان.


تنويه: كل ما جاء في الخطبة هو من وحي الخيال، وأي تشابه فهو غير مقصود.
كتبت يوم: 07/12/2012

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة