الوصف

السخرية كمرتكز نقدي

السخرية كمرتكز نقدي في المجموعة القصصية "رحلة الصيف والشتاء" للقاص محمد إدارغة بقلم: رشيد أمديون رحلة الصيف والشتاء.. رحلة الانتقال في الزمن والمكان. رحلة بين المتحول والمتغير النفسي /الاجتماعي/الثقافي. أتوقف عند هذه المجموعة قارئا عاشقا لنصوصها، أُوقِد شموعَ النباهة علِّي أبصِر المغزى وأغوص في عمقها لأستجلب دُررَ المعاني من نصوص ذات نمط مختلف في الحكي حافلة بالغرائبي، والخيال، والحلم كوسيلة للإنطلاق إلى الشساعة والحرية قصدَ الانفلات من الضيق والـمُقَيّد... والحلم والخيال ملجأ خصب لقول الواقع وتفكيكه وإعادة دمجه بالشكل الذي يفرضُه الوعي واللَّاوعي : " قلت: وأجمل منه أن نبني حلما على أرض الواقع.."1 إن هذا الحكي يَشعُ بتقنية الوصف التي أضفت على السرد رونقا وبهاءً، يشد القارئ إليه بنشوة ماتعة تُغريه ليزيد توغُّلا في القراءة،...

أصالةُ الذَّاكرة، والإنتصار للقيَّمِ الإنسانية

أصالةُ الذَّاكرة، والإنتصار للقيَّمِ الإنسانية في "نبضات من الذاكرة" للقاص هشام فنكَاشي بقلم: رشيد أمديون ربما لا يحق لنا أن نعود إلى الجدل القديم حول علاقة الأدب بالأخلاق، كيف يجب أن تكون، أو على أي أساس ستنبني... ذلك لأن التجارب والدراسات الأدبية والنقدية أثبتت أن الأدب لا تقبلُ بنيتُهُ الوعظ والإرشاد - وخاصة الشعر والقصة القصيرة- وفي المقابل، لا يعني هذا أبدا أنه يُحتم على أي نص أدبي أن يخلو من موضوع له قيمة أخلاقية، كما لا يعني أنه لا يجدر به أن يلتمس له سُبل التأثير في وجدان المتلقي، وفي نفوس البشر عامة، بل تلك الغاية الأساس التي يَسعى إليها الأديب. غير أن الأثرَ كلَّما كان القصدُ إلى احداثه غير مباشر يكون أعمقَ وأهم، وقد يُفضي إلى نتيجة إنْ وُفِّق الكاتب في ذلك. وبهذا فإن مهمة الأدب «هو فهم النفس البشرية وتحليلها، وخلق الجمال...

إيهام القارئ في البحث عن فريد الأطرش

بقلم: رشيد أمديون قرأت للروائي والناقد محمد أنقار هذه الأيام. وكنتُ تعمدتُ في معرض الكتاب بالدار البيضاء -هذه السنة- أن أشتري مجموعته القصصية الموسومة بـ "البحث عن فريد الأطرش"... طبعا، لن أخبركم عن الدافع لاختيار هذه المجموعة من بين مجموعات أخرى لنفس الكاتب، والتي كانت معروضة ومن بينها مثلا: "الأخرس"، لن أخبركم لأن العنوان مُخبرٌ عن الدافع الأساس، فهو في حد ذاته مُغرٍ كالثمرة الأولى، ويحتالُ على قارئه، بما يشبه تأجيج قلق السؤال عن ماهية البحث وجدواه.. ولماذا البحث عن فريد بالذات من دون غيره؟لكننا حين نقرأ المجموعة ندرك أن الدلالة تنكشف، وما العنوانُ إلا أصبع الإشارة إلى مفهوم مختلف، وكذلك تكون طبيعة الأدب كما قال الأمريكي ميشيل ريفاتير: "عندما يقول لنا الأدب شيئاً فإنه يقول لنا شيئاً آخر" وبهذا يكون المفهوم منحصرا في البحث عن قيمة ضائعة...

مفترق طرق - اصدار جديد للقاص عبد الرحيم التدلاوي

بقلم: رشيد أمديون كلما تقلّصت مساحة النص أو اختُزلَ في أقلِّ العبارات، إلا واتَّسَع المعنى وتشعبَ وامتدَّ كيانُه إلى عوالمَ خاصة بالرؤية والرؤيا والتأويل...  والقصّ القصيرُ جدًا فنُ الاختزال والتكثيفِ يَتركُ متعة خاصة في نفسِ القارئ، يُدهشهُ، يُبهِرهُ، ويُحزنه، أو يُفرحه فُينهِي القراءةَ ببسمة ساطعة على ثغره، بَيدَ أنَّ (الققج) تُحَمِّلُ هذا الأخير المسؤولية، إنَّها مسؤولية الفهم والاندماج والغَوص... للبحث عن مِفتاح المعنى. لهذا فهو شريكٌ في تأسيس النّص. القاصُ المبدع عبد الرحيم التدلاوي يُهيِّئُ لغتَهُ، ويملأ بياضَ الأوراق، ويؤثِثُ النص بتقنيات مختلفة ومتنوعة، ويُتقنُ عملية التصوير والالتقاط، ويُسرِّح المعنى في ميدان النصوص كي تُطاردَهُ القراءةُ الجادة وتركضُ خلفه.. أو كأنَّ بنا في عوالمِ المبدع التدلاوي يحدثُ لنا ما حدثَ...

شرفة القصيدة

من شرفة القصيدة امرأة تطل على العالم عيناها تفتحُ مباهج الحياة تسرح شَعرًا طويلا كامتداد الخيال.. المشط في يدها كترنح درويش في متاهات الشوق وأنا المسحور بالرؤية أسمعُ تسبيحا كخفوت الهمس.. رشيد أمديو...

لعنة التذكر والانعزال ونزعة الهروب والتشظي

لعنة التذكر والانعزال  ونزعة الهروب والتشظي  في قصص توازيات للقاص المغربي محمد الشايب بقلم: رشيد أمديون الإنسانُ، قِيلَ عنهُ خُلق في كبد1. يُكابدُ عناءَ الواقِعِ ويُصارع أمواجَ بحرهِ العالية. الحياةُ وجعٌ حَتميّ، بها فترات متراخية تبرقُ قليلا.. فتختفي. تَشتدُّ الرغبةُ إلى الحَكي والسَّرد، قصدَ بناءِ قصِّ يُوازي مَضمُونُهُ الواقعَ في كل تجلياتِه واحتلالاتِه وانتصاراتِه، فتَستقلُّ النصوصُ ببنائِها الدرامي؛ وبِخصوصياتِ شُخوصِها؛ ونَمَطِ تفكيرهم؛ وتَضَارُبِ مشاعرهِم.. وتتناسَلُ الأحداثُ باختلافِها؛ وتَتَعَدّدُ الأماكن بكل أسمائِها ودلالاتِها. ولكن، بين كل هذا وذاك يتأسَّسُ المشترك ويتوحد في مفهوم وَرُؤية مُعينة، مُؤطِّرة، تُلخِّص عناءَ الإنسان وغُربتَه داخل فضاءات التيه، وفي دهاليزِ عَوالمِ الإخفاق والسّقوط، والإرغام على...

المشاعر وإنسانية الإنسان في مجموعة قصص تراتيل الغسق لصفاء اللوكي

                                                                                   «لا يستطيع صوت الحياة الذي فيَّ أن يصل إلى أذن الحياة             التي فيك ولكن فلنتكلم على كل حال لئلا نشعر بوحشة الإنفراد» (1) رشيد أمديون     مجموعة تراتيل الغسق تستدرجُ -بما تحوطه من نصوصها القصيرة- ما هو اجتماعي -واقعي- لينصهر في ما هو ذاتي، داخل بوتقته العميقة. تستدرج حركة العالم والحياة والطبيعة لتندمج مع العاطفة/المشاعر، ولتتراكب في صياغة صورة، صعبةٌ جزئياتُها أن ينفصل بعضُها عن بعض. إنَّ...

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة