الوصف

«مسرح توفيق الحكيم» للناقد المصري محمد مندور

 #2021_القراءة

 «مسرح توفيق الحكيم» للناقد المصري محمد مندور. 180 صفحة.
يتناول هذا الكتاب علاقة الأديب توفيق الحكيم بالمسرح، وارتباطه الوثيق بهذا الفن وما عالجه من خلاله من قضايا فكرية واجتماعية وقضايا الحياة، حيث قسم الناقد مسرح توفيق الحكيم إلى ثلاث اتجاهات: مسرح الحياة، والمسرح الذهني (أو ما أسماه التجريدي)، والمسرح الهادف. فعالج محمد مندور كل مسرح على حدة اعتبارا لما يستمده من موضوعات وما يقدمه ويكشفه للمتلقي وما يحيط به من سياقات ظهوره. كما ذهب إلى أن هذا التنوع في مسرح توفيق الحكيم له ارتباط بما عرفه مساره من تطور خاصة وأنه من الذين كانوا يؤمنون بنظرية "المسرحية للقراءة"، وتحول عن هذه الفكرة تدريجيا منذ سنة 1949، حيث أن المسرحيات التي كتبها بعد هذا التاريخ مثل "إيزيس" و"الأيدي الناعمة" و"الصفقة" و"رحلة الغد" و"أشواك السلام" حاول فيها كلها أن يجمع بين الفكرة والحركة الدرامية، بل وتطور معنى الفكرة نفسه عنده فلم يعد هدفه من الفكرة مجرد تجسيم إحدى حقائق الحياة التي يؤمن بها، بل أصبح معناه أن تصلح تلك الفكرة أيضا لقيادة المجتمع أو لتوجيهه وحث خطاه على طريق معين مما يصح معه أن نقول بأن الحكيم قد تطور مفهومه للفن المسرحي بين تلك الاتجاهات (مسرح الحياة، المسرح الذهني، والمسرح الهادف).
وهذا التطور يعود بالأساس إلى قدرته على التكيف مع المراحل الزمنية والأحداث، فهو يردد في أدبه مفاهيم الحياة، الثورية الجديدة، ويؤيد المفاهيم بل ويوجه نحوها. وتجلى ذلك في مسرحياته "الأيدي الناعمة" و"الصفقة" و"أشواك السلام" والتي يعتبرها الناقد من خير ما كتبه الحكيم من مسرحيات، من ناحية مضمونها الإنساني الصاعد الذي يواكب ركب الإنسانية المتطورة دائما إلى الأمام.
كما أن محمد مندور ركز في هذا الكتاب على ما عكسه إنتاج توفيق الحكيم المسرحي كمشكلة المرأة وعلاقتها بالرجل والتي ابتدأ توفيق الحكيم الحديث عنها بروح عدائية شرسة صاخبة ضد المرأة في عدد من مسرحياته الأولى مثل "المرأة الجديدة" و"نائبة النساء" و"جنة الأزواج" و"جمعية النساء"، ثم انتقل من مرحلة العداوة للمرأة مع تقدمه في السن إلى مرحلة التشكيك والحيرة وما سماه بالصراع بين الفن والحياة أي بين الفن والمرأة، وحسم هذا الصراع في مسرحية رمزية (ذهنية) من مسرحياته وهي مسرحية "بيجماليون" التي وظف فيها الأسطورة. وإن كان عاد إلى نفس المشكلة بعد زواجه عام 1946، حيث جاءت مسرحيتيه "يا طالع الشجرة" و"مصير الصرصار" تعالجان نفس المشكلة (علاقة الرجل بالمرأة).
هذا الكتاب الذي يجمع فيه محمد مندور بين التحليل لمسرح توفيق الحكيم ونقد بعض إنتاجه المسرحي من الناحية الأدبية والفنية والدرامية يجعل القارئ يحيط معرفة بالتركة الأدبية المسرحية للأديب الراحل توفيق الحكيم وما كان يحيط بسياقات إنتاج النصوص المسرحية لتوفيق الحكيم، وظروف المسرح عامة في مراحل حياة هذا الأديب الذي وظف التراث الأسطوري والديني في إبلاغ أفكاره ورؤيته للحياة والمجتمع والمعاني المجردة (كالفن والحياة، والمعرفة، والقدرة، والحكمة، والحقيقة والواقع..).

رشيد أمديون
 18 مارس 2021

0 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة