(من سلسلة لمحات تاريخية التي نشرتها على صفحتي بالفيسبوك في شهر رمضان)
أبو مهاجر دينار، كان قد ولاه مسلمة بن مخلد الأنصاري في خلافة معاوية بن أبي سفيان على إفريقية(تونس)، فأساء (أبو مهاجر) بعزل عقبة واستخفَّ به لشيء كان بينهما - كما يذكر ذلك الناصري في الاستقصا- ثم توغل أبو مهاجر في ديار المغرب حتى وصل إلى تلمسان بعد أن هزم جيش الزعيم الأمازيغي كسيلة الأوربي من المغرب الأقصى وأظهر كسيلة الإسلام هو وكثير من قومه، واستبقاه أبو مهاجر واستخلصه.
لما وصل عقبة بن نافع إلى المشرق شكا إلى معاوية معاملة أبي مهاجر له، فوعده بإعادته...
ثم ولاه بعد ذلك يزيد بن معاوية على المغرب سنة 62 هـ، وبهذا وجدها عقبةُ فرصة للنَّيل من أبي مهاجر، فاعتقله وحمله معه موثقا بالحديد، وخرب مدينته وعمَّر القيروان، وتوغل في المغرب الأقصى، إلى أن وصل إلى البحر المحيط.
كره عقبة كسيلة لصحبته أبا مهاجر، فكان يحتقره أمام قومه، وقد نهاه أبو مهاجر (المقيد) عن ذلك ولكن لم يحفل به. ولما بعث عقبة معظم جيشه إلى القيروان واحتفظ بالقليل معه، وجدها كسيلة فرصة فصار هو وقومه يتعقبونه، حتى بلغوا منطقة تسمى الزاب (بالجزائر حاليا) فقضى على جيش عقبة الصغير وقتله. ولتبدأ بذلك مرحلة أخرى صعبة في مواجهة ثورة كسيلة التي كان مرجعها إلى سوء معاملة عقبة بن نافع الفهري رحمه الله.
المراجع:
المغرب عبر التاريخ – ابراهيم حركات- دار الرشاد الحديثة- ج:1 صفحة 77/78
الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى – الناصري – دار الكتاب - ج:1 صفحة:136/137
1 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:
السلام عليكم و رحمة الله....
أما بعد فعقبة بن نافع بشر يخطأ و يصيب و ليس معصوما... لكن لن نحمله المسؤولية الكاملة و نعظم قاتله غدرا كسيلة و الذي تصوره الكثير من المراجع الشعوبية بانه نصير الأمازيغ الأحرار... المهم ان الآلاف المؤلفة من قبائل السوس و الاطلس اعجبت بالفاتح الكبير الذي لم يثنه عن مواصلة الفتح سوى مياه المحيط الأطلسي و رأت فيه الرجل المخلص الذي يختلف عن سابقيه من الرومان و الوندال.... ختاما أود أن اضيف أنه بالرغم من استيلاء كسيلة على الحكم و غدره بعقبة و بأبي المهاجر الذي رفض الفرار إلى القيروان و ترك الحزازات جانبا ليستشهد بإذن الله جوار عقبة.. اقول فإن البقية الباقية من المسلمين استنقذهم من الأسر و قام بقائهم أحد أمراء الأمازيغ و هو ابن مصاد صاحب قفصة ... وهذا يدل على بداية تمكن الإسلام من أهل البلاد الأمازيغ الأحرار و الذين وحدهم الإسلام شرفا و عزا و سموا و نزوعا إلى الحرية و المجد و العلياء
إرسال تعليق
كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)