(من سلسلة لمحات تاريخية التي نشرتها على صفحتي بالفيسبوك في شهر رمضان)
.
كان للملكة الأمازيغية "ديهيا" (585 م - 712 م) أو كما أطلق عليها العرب "الكاهنة" أولاد بالتبني من بينهم ولد عربي اسمه خالد بن يزيد القيسي والذي أسرته لما هزمت جيوش القائد حسان بن النعمان بواد مسكيانة (بالجزائر حاليا) وأبعدتهم عن معظم أراضيها إلى أن أخرجتهم من منطقة تونس (الحالية).وورد في كتاب الروض المعطار (ص 66) أن ديهيا قالت لأبنائها حين تيقنت أنها مهزومة: "إني مقتولة وإن رأسي موضوعا بين يدي ملك العرب الذي بعث إلينا بهذا الرجل (تقصد حسان بن النعمان)، فقال لها خالد بن يزيد وولداها: فإذا كان الأمر هكذا عندك فارحلي وخلي البلاد، قالت: وكيف أفر وأنا ملكة والملوك لا تفر من الموت فأقلِّد قومي عارا إلى آخر الدهر، قالوا لها: أفلا تخافين على قومك؟ قالت: إذا مت فلا أبقى الله منهم أحدا في الدنيا، قال لها خالد بن يزيد وولداها: فما نحن صانعون؟ فقالت: أما أنت يا خالد بن يزيد فستنال ملكا عظيما عند الملك الأعظم وأما أولادي فسيدركون بإفريقية ملكا عظيما مع الملك الذي يقتلني، ثم قالت لهم: اركبوا فاستأمنوا إليه فركب خالد بن يزيد وولداها بالليل إلى حسان بن النعمان..."
ويذكر ابن خلدون أنه كان للكاهنة ابنان لحقا بحسان وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما، وعقد لهما على قومهما "جراوة" بجبال الأوراس (بالجزائر).
وكانت الكاهنة "ملكة جميع من بإقريقية من الروم منها خائفون وجميع البربر لها مطيعون" كما أنها حكمت شمال إفريقيا لمدة 35 سنة وكانت عاصمة مملكتها "خنشلة" بالأوراس.
المراجع:
- الروض المعطار في خبر الأقطار- محمد بن عبد المنعم الحميري- مكتبة لبنان- تحقيق إحسان عباس.
- البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - ابن عذاري المراكشي.
- ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر - عبد الرحمان بن خلدون - دار الفكر للطباعة والنشر.
- الروض المعطار في خبر الأقطار- محمد بن عبد المنعم الحميري- مكتبة لبنان- تحقيق إحسان عباس.
- البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - ابن عذاري المراكشي.
- ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر - عبد الرحمان بن خلدون - دار الفكر للطباعة والنشر.
5 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:
هل هي من كان يطلق عليها عرجاء الآله؟؟؟
@Tarkieb
لا أدري، وهذا اللقب أول مرة أقرأه، هي كانت أمازيغية بشمال إفريقيا، وتدعى تيهيا أو ديها، وأطلق عليها العرب الكاهنة، تزوجت الزعيم الأمازيغي كسيلة.
تحياتي
اشتقت لكتاباتك سي رشيد :)
بالرغم من ضراوتها و شدة مقاومتها للفاتحين الا انها كانت ذا رأي سديد اذ نصحت ولديها بالاسلام و الالتحاق بجيش حسان بن النعمان...... اذ أدركت أن العرب المسلمين يختلفون عمن سبقوهم من المحتلين الذين كانوا يعتبرون المغرب مخزن اروبا
@Khaoula Guesmi
مرحبا بك أختي خولة
إرسال تعليق
كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)