صدر كتاب: «القصة المغربية وسؤال
التلقي قراءات في قصص "ماذا تحكي أيها البحر...؟" للكاتبة فاطمة الزهراء
المرابط»، العام الماضي، عن منشورات "الراصد الوطني للنشر والقراءة"،
وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة. ويعد صدارا نقديا جماعيا يقع في 135
صفحة من الحجم الكبير.
وقد ساهمت في هذا الكتاب بدراسة نقدية
في منجز القاصة فاطمة الزهراء المعنون بـ «ماذا تحكي أيها البحر..؟» فحاولت في
الدراسة أن أركز على العتبات لأبرز من خلالها شعرية السؤال وجماليات الإيحاء في
نصوص هذا المجموعة التي تُسائل باستمرار عن ظواهر الواقع والمجتمع الحديث،
ومفارقاته، وقضاياه... ومساءلتُها تأخذ شكل السرد القصصي، ذلك لأن القصة عند فاطمة
الزهراء تشبه كاميرا ترصد الحدث والتفاصيل، وتعرضها عارية من أي رتوش، تتوسل
بالخيال والجمل الشعرية والإيحائية قصد تأثيث فضاءات المعنى بداية من العتبات
وانتقالا إلى النصوص ومضمراتها.
القصة عند الكاتبة تعرض أوجها من حياة
المجتمع الذي يخوض في هموم وانشغالات شتى. وإن كان البحر بامتداده وعمقه يختزن
أسرارا وحياةً وعوالمَ مألوفة وغريبة، فإن المجتمع - بداهة - لا يقل عنه شيئا في
ذلك بما يحويه من أسرار وعوالم غريبة متناقضة بل ومحبطة، قد ترغم العاقل والحليم
أن يلوذ إلى الشاطئ ويُقبل على البحر قصد محاورته والاستئناس به والتخفيف من ضغوط
الحياة، سائلا ذاته من خلال مظاهر البحر عن أصل الحكاية والحكاية، فيتشكل ويتجدد
السؤال باستمرار: «ماذا تحكي أيها البحر..؟».
ويتضمن هذا الكتاب النقدي مجموعة من القراءات
النقدية لثلة من الباحثين المغاربة:
1- سعيد موزون: «البناء السردي
واستراتيجية الحكي في قصص "ماذا تحكي أيها البحر...؟" لفاطمة الزهراء
المرابط»،
2- الحسين اخليفة: «جماليات الحكاية
والخطاب في القصة المغربية: قراءة في قصص "ماذا تحكي أيها البحر...؟"
لفاطمة الزهراء المرابط»،
3- عز الدين المعتصم: «جدلية الحضور
والغياب في قصص "ماذا تحكي أيها البحر...؟" للقاصة فاطمة الزهراء
المرابط»،
4- رشيد شباري: «سيمياء البحر في قصص
"ماذا تحكي أيها البحر...؟" لفاطمة الزهراء المرابط»،
5- عبد الكريم الفزني: «"ماذا تحكي
أيها البحر...؟" بين تداعيات الذات وتمثل الآخر»،
6- رشيد أمديون: «شعرية السؤال وجماليات
الإيحاء قراءة في عتبات "ماذا تحكي أيها البحر...؟" للكاتبة فاطمة
الزهراء المرابط»،
7- جامع هرباط: «تجليات التناظر في قصص
"ماذا تحكي أيها البحر...؟" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط»،
8- ميلود عرنيبة: «شعرية الاسترجاع في قصص
"ماذا تحكي أيها البحر...؟" لفاطمة الزهراء المرابط»، يتخلله مختارات من
قصص المجموعة.
وقد جاء في ظهر الغلاف: «وتعتبر قصص
"ماذا تحكي أيها البحر...؟" نافذة مفتوحة على تأويلات مختلفة، تدعو
المتلقي إلى المشاركة في بناء النص وإعادة تشييد دلالته؛ إذ عمدت الكاتبة فاطمة
الزهراء المرابط في قصصها إلى إبداع متخيل سردي ذي بداية مفاجئة ونهاية مفتوحة، ما
يعبد الطريق أمام الباحث الراغب في سبر أغوارها وتفكيك بنياتها وولوج عوالمها
المألوفة والغريبة التي تمزج بين الحقيقة والخيال وبين الحلم والوهم، إذ تسلط
الضوء طيلة صفحاتها على مفارقات مجتمعية وإبداعية وفكرية ودينية، وشخوص مسكونة
بهموم وانشغالات شتى، بتناقضاتها وصراعها وتمردها ونزعتها إلى الاحتجاج والتطلع
إلى تغيير الواقع المعيش. إنها قصص تنزع إلى البناء الكلاسيكي والتجريب غير
المبالغ فيه، وتتوسل بالخيال والصور الشعرية واللغة الإيحائية والرمزية والغموض
قصد تأثيث فضاء المعنى».
ويأتي هذا الكتاب ليدعم استراتيجية القراءة والتأويل وتبني فكرة بناء رؤية واضحة للقارئ/الناقد أمام المنجز الإبداعي، فالمنجز الإبداعي صامت من غير القارئ والنص لا يصبح له وجود إلا بالقراءة.
3 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:
أشكرك على مساهمتك القيمة ضمن دراسات الكتاب، وعلى عنايتك النقدية بمجموعتي القصصية" ماذا تحكي أيها البحر...؟" دمت باحثا رصينا، تحياتي وتقديري
ممتاز
@Unknown
المبدعة المتألقة فاطمة الزهراء المرابط، تحياتي لك ومزيدا من العطاء الإبداعي.
إرسال تعليق
كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)