الوصف

مُنَظِّر


هو يحلمُ كلَّ يومٍ بعد تدخينه "الشَّقفَ"، وهي تُصدّقُ تَنظِيرَاتِه المُستقبليَّة.
رشيد أمديون

مِبخرَة، ومِقراجّ، وقِنديل

أشياء من زمن مضى. بعدستي

1

مِبخرَةُ بيتِ جدِّي
وعطر الزَّمان،
ونَسم المكان
وهذا الصبيُّ أنا،
كيف كان؟؟
تَلهُو بداخلي نكهةُ الحَنين...
عَبَقُ الذِّكرى
وبالزَّوايا الخالدة يَمرَّان





مِقْراجّ النُّحاسِ كانَ يَغلِي مَاؤُهُ
وَعينَي صَغيرٍ تَنظرَان
البُخارُ يُناجي السَّماء
الحرارةُ تُخيفُ الصَّبيَّ
فلا يَقربُ البُركان
مِقرَاجّ بيتِ جدي
ماؤُهُ لنشوة الشَّاي..
صفيرُهُ عَازِف لَحنٍ
في زمنٍ كَان.





قنديلٌ، كَم ليلةٍ أضاءَ؟
كم شبح قَاتل في مُعترَكِ الظَّلام؟!
كم نُورًا بَعثَ في زَمنٍ مَضى
جَرَى الزّمان
واسْتسلَمَ لحُكمِ القَضَاء.
قِنديلُ بيتِ جدِّي
شيءٌ في التَّاريخ
شيءٌ من الذِّكرى عَشعَش
فأَبى النِّسيَان.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


كَافِرٌ


صَحنُ (اللّوبيَا) علَى طَاوِلةِ المَطعَمِ يُغرّدُ أغنية الاشتِهاء،

شخصٌ هزيلٌ على بُعدِ مِترين، يَـنظُرُ إليهِ وإلى حِصارِ بدينٍ يَعبثُ وسَطهُ بأصَابعهِ الثلاثة،

كانَ يلهثُ والعَرقُ على جَبينِه.

الصّحنُ بَعيدٌ كالسّماءِ، مُغرٍ كالشّهوَة.

رَاقبَ حتى شَبعَ... ثمّ لَعقَ أصَابعَهُ منَ الجُوعِ، ومضَى يَسْعَى.

رشيد أمديون
سبق نشرتها على حوليات رشيد أمديون
 بتاريخ: 17/06/2013

يدٌ، وعينٌ.. والكلام


هل كنتُ لأبكي لولا ذاك الدّفء الذي تركتهُ على رصيف المحطّة؟، إنّي تركتك واقفة قُبالته، كأنه مازال يحتويني، ورأيتك تضمينه كما كنت تضمين رسمي.
لم أحمل معي غير ملامح إشارة يدك المتعبة التي لوّحتِ بها ببطء. بدت مثقلة بحزن أنهكها، لم تكن إشارتك عادية. إنّها تشير للمستقبل، تشير بعييييدًا، ولم يخفَ عني ما تعنيه، لم يخفَ...
حركتُ يدي عن غير قصدٍ، أو ربما حركتها كي أردّ تحية الوداع. يدي ثقيلة، كأنها تأبى... حاولت، فاهتزت من كفّي بقايا عطرك، كان يغني لي أغنية فيروزية تنعش أنفاسي المتعبة من رائحة الوداع الخانقة.
كم هي أنسامك فردوسية!!.
فخطَفَـتني من نفسي. روحي اِنْتُـشِلَت من جسدي. من قاع سحيقٍ رفعتُ رأسي فرأيتُ عينك الذارفة، ووجهك الخجول كشمسٍ على أهبَة المغيب. وتلك الحمرة النازلة تشوب أفقي الضيّق...
وعندما تحركت عجلات القطار، التي بدأت بطيئة في البداية وسرعان ما انطلقَ عزفها السّريع، نظرتُ إليك هناك، على الرصيف. يدك كانت كحمامة برية ترفرف حول عشّ فراخها. كان الحنان يشع، يملأ المدى. وحدي أنا من فهم شفرة تأرجحها ورفرفتها، وحدي المعني لا غيري...
بقيتُ أسأل، هل كانت دمعتي تغادرُ مرافئ العين لتشق طريقها بين المآقي لأنها ضجرت بالمكان، أم لأنها حنّت لأهل المكان، أم لأن القدر أقوى من الإنسان، أم لأن موسم احتضارها قد حان؟
قلتُ لك يومًا: لا أعلم لمَ العينُ تُصَدِّقُ نبض القلب، فتستسلم له رغم أنّ أملَها يحدّثُها بأنَّ الوداع يقابله اللقاء، هما يتناوبان.
يومها حرّكتِ رأسكِ يمينا وشمالا. ولم أسألك لِمَ.
واليوم تأبى العينُ إلا أن تُصَدِّقَ القلب حين يقول:

- الوداعُ احتمال الفراق الأبدي، قد لا يُكتبُ لنا اللقاء.

رشيد أمديون

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة