أمازلت يا مسكين تعشق دور قائد الفرقة ومصرا أن تمسك العصا القصيرة وتعبث بها في الهواء ذات اليمين وذات الشمال لتوزع الأنغام بنظام، وأن يصفق لك الجمهور على عملك الجبار وترتج زوايا المسرح بالهتاف، فتبادل جمهورك بانحناءة كتحية تقدير. فإن مازلت كذلك، فجرب أن تقف وحدك بلا فرقة ولا آلات واعزف حينها وسنرى هل سيُحتفى بك؟ هل سيصيبك الهتاف بالغرور، أم ستُمْطَر بوابل من الكلام، تــفر من سماعه الأذان وتستنكره الأفهام.
كل الأشياء في الحياة تقوم على السند، كحلقات السلسلة الطويلة بعضها يشد بعضا، كل شيء يقوم على التلاقي والتكامل. أنظر إلى الزهرة المتغنجة على ساقها حين يلامسها نسيم الصباح وتـغتر بجمالها، أو حين تتألق هامتها وتتفـتح، وتكثر عليها قبلات النحل والفراشات، وغزل اليعسوب العاشق لرحيقها... فهذه الزهرة كذلك لم تطور ذاتها من تلقاء نفسها، فالتربة والماء والهواء والسماء والشمس والزمن.. كلها عناصر كونتها، ومنحتها النمو، ساعدتها على الحياة وعلى انبجاس جمالها، لتضيف لونا مختلفا إلى الطبيعة، ولتقطفها أنت يوما وتهديها للحبيبة.
تذكر يا صاح أن من ظن أن يدا وحدة قد تعمل منفردة أو قد تصفق وحدها، فهو واهم وربما يعيش عقيدة تأليه نفسه، أو مازال جبروته يخدعه. الأرض تحتاج إلى السماء وإلى الشمس وإلى الهواء...الرجل يحتاج إلى المرأة والمرأة إلى الرجل، لا انفراد في الحياة لا لإدعاء الكمال!، الكل مسخر للكل. فلا تتوهم أن الشمس إن أنارت نصف هذه الأرض المستديرة فذاك النصف فقط من له وجود. ذاك هراء؛ فما خفي عنك فهو يتمخض ويتمخض ليعلن الظهور، لتبرز ثمرة العمل سواء بَلَغته العين مشاهدة، وأدركته الأنظار رؤية، أم لم تبلغه ولم تدركه. ليس كل ما نشاهده نُعيره نظرة عميقة، هناك نظرات نطلقها بسذاجة وسطحية لا تتجاوز الألوان والشكل، ولا تنفذ إلى العمق حيث توجد الحقيقة منكشفة وجلية. قلت لك يوما يا صاحبي: أن نظرة الروح أوضح من نظرة العين المجردة، « فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد»، هذا القالب كالغطاء، قد يمنعنا من رؤية الحقائق كما هي، قد يقف عائقا في بلوغ الإدراك التام، وهذا لم يبرر يوما عدم وجود الأشياء التي تعمل في صمت، وخلف مجال رؤيتنا.
كل الأشياء في الحياة تقوم على السند، كحلقات السلسلة الطويلة بعضها يشد بعضا، كل شيء يقوم على التلاقي والتكامل. أنظر إلى الزهرة المتغنجة على ساقها حين يلامسها نسيم الصباح وتـغتر بجمالها، أو حين تتألق هامتها وتتفـتح، وتكثر عليها قبلات النحل والفراشات، وغزل اليعسوب العاشق لرحيقها... فهذه الزهرة كذلك لم تطور ذاتها من تلقاء نفسها، فالتربة والماء والهواء والسماء والشمس والزمن.. كلها عناصر كونتها، ومنحتها النمو، ساعدتها على الحياة وعلى انبجاس جمالها، لتضيف لونا مختلفا إلى الطبيعة، ولتقطفها أنت يوما وتهديها للحبيبة.
تذكر يا صاح أن من ظن أن يدا وحدة قد تعمل منفردة أو قد تصفق وحدها، فهو واهم وربما يعيش عقيدة تأليه نفسه، أو مازال جبروته يخدعه. الأرض تحتاج إلى السماء وإلى الشمس وإلى الهواء...الرجل يحتاج إلى المرأة والمرأة إلى الرجل، لا انفراد في الحياة لا لإدعاء الكمال!، الكل مسخر للكل. فلا تتوهم أن الشمس إن أنارت نصف هذه الأرض المستديرة فذاك النصف فقط من له وجود. ذاك هراء؛ فما خفي عنك فهو يتمخض ويتمخض ليعلن الظهور، لتبرز ثمرة العمل سواء بَلَغته العين مشاهدة، وأدركته الأنظار رؤية، أم لم تبلغه ولم تدركه. ليس كل ما نشاهده نُعيره نظرة عميقة، هناك نظرات نطلقها بسذاجة وسطحية لا تتجاوز الألوان والشكل، ولا تنفذ إلى العمق حيث توجد الحقيقة منكشفة وجلية. قلت لك يوما يا صاحبي: أن نظرة الروح أوضح من نظرة العين المجردة، « فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد»، هذا القالب كالغطاء، قد يمنعنا من رؤية الحقائق كما هي، قد يقف عائقا في بلوغ الإدراك التام، وهذا لم يبرر يوما عدم وجود الأشياء التي تعمل في صمت، وخلف مجال رؤيتنا.
يا صديقي هناك خلايا داخل أجسادنا تعمل دون فتور تبني جسدا بشريا ولم تنتظر من أحد يوما أن يتوجها بالزعامة حتى تكشفها الأضواء، أو تكتب عنها الأخبار؛ فهل شاهدتها؟ يلزمك لذلك مجهرا دقيقا، لكنها موجودة وحية.. ليتك مثلها، وبها تعتبر.
لن تدوم لك الزعامة فلا تفرط في حبها واقتصد في همها، فبقدر حبك لشيء يكون هلاكك في حال الإننزاع. وأنت بدون الغير لن تكون إلا اسما فارغا، وإطارا بلا مضمون، صوتا بدون فعل، وكم من يد خلف الستار دائبة العمل ولا تطلب بتملقٍ أن تكشفها الأضواء، ولا أن يُصنع لها تمثال وهمي من الأحجار ليخلد أثر فِعالها في الحياة. تذكر يا صاح، تذكر..!
لن تدوم لك الزعامة فلا تفرط في حبها واقتصد في همها، فبقدر حبك لشيء يكون هلاكك في حال الإننزاع. وأنت بدون الغير لن تكون إلا اسما فارغا، وإطارا بلا مضمون، صوتا بدون فعل، وكم من يد خلف الستار دائبة العمل ولا تطلب بتملقٍ أن تكشفها الأضواء، ولا أن يُصنع لها تمثال وهمي من الأحجار ليخلد أثر فِعالها في الحياة. تذكر يا صاح، تذكر..!
أبو حسام الدين
30 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:
يا ليتنا نتعلم ذلك يا صديقي
كل منا عبارة عن ترس في آلة واحدة لو آمنا بذلك
لو لم نطمع في مصالح شخصية تأسرنا و تقود الآلة للخراب ربما عرفنا ان الآلة لا تستقيم بمفتاح التشغيل لكن بالتروس
قد يصدر المفتاح الامر للتروس بالعمل او التوقف لكن من يقوم بكل شيء هي التروس
احييك على البوست الراقي الذي اتمنى من الجميع ان يدرك ذلك
اسمح لي بأن أضعه على صفحتي
تحياتي لك
نصائح غالية ونقد بناء وبأسلوب متزن وجميل.
سيتذكر ونتذكر بالتأكيد.
بسم الله وبعد
نشكرك أخانا في الله على هذه التذكرة وهذه النصائح الطيبة فقد علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه ...
تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك
مـ أحلام ـازن
صباح الغاردينيا ابوحسام
نص راقي ونصائح هادفة
وكـعادتك لك أسلوب مختلف في السرد
ميز في أنتقاء حرفك "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas
أخي رشيد
مقال أدبي رائع منمق.. منتقى اللفظ والأسلوب
يحمل رسالة مبطنة للاثنين للحاكم والمحكوم
لرب العمل وللعامل
لرب الأسرة وباقي افرادها
....
الكل بحاجة الآخر لتدور الترسانة
التي لن تدور بغياب أي ترس منها
حتى لو كان ترس صغير
تحيتي لابداعك
وللنسيج الأدبي الذي تتقن حياكته
فتنجح كل مرة في جذبنا
تحية تقدير لك أبا حسام
إنها رسالة تذكرة لمن يصعد ويزيل السلم الى كل مريض بداء الزعامة الخطير المرض الذي أخر نهضة العرب عقودا وما يزال ...
رسالة مهمة لكل مريض بداء العظمة والغرور ..
ولكل من يعتقد ان هو السيد ولا غيره يدبر فيبدأ جبروته وفرد قوته على من هم اضعف منه
هي حياة قصيرة يوم لك ويوم عليك فلا تفرح بهذا اليوم فهو زائل وخالقه يمهل ولا يهمل ..
اصبت الفكرة وابدعت السرد
هنا إشارة إلى كل المصابين بداء التكبر وعمى الترفع، أولئك الذين تخدعهم بصائرهم فيقصون الاخر ويبرز فيهم ذاك الفرعون الصغير الذي يسكن دواخلهم..
ذكرتهم..فهل سيسمعون أو يعقلون ؟
تحياتي لك يا رشيد ولقلمك المعطاء
" هناك خلايا فى أجسادنا تعمل دون فتور تبنى أجساداً بشرية ولم تنتظر من أحد يوماً أن يتوجها بالزعامة حتى تكشفها الأضواء "
ما شاء الله .. ما أجمل هذه الكلمات وأدقها وأعمقها.
طبت أخى وسلمت يدك المبدعة.
أن من ظن أن يدا وحدة قد تعمل منفردة أو قد تصفق وحدها، فهو واهم وربما يعيش عقيدة تأليه نفسه
***
نظرة فاحصة لواقع متغلغل في اكثرنا ...
منجي
@مصطفى سيف الدين
نعم هكذا يا صديقي
نعم تفضل بمشاركة رابطه.
شكر لك.
@عبدالعاطي طبطوب
نعم أخي عبد العاطي.
شكرا على مرورك.
@مازن الرنتيسي ● أحلام الرنتيسي
العبرة في الاتحاد طبعا.
أشكرك إخواني بارك الله فيكما
@ريـــمـــاس
شاكر لك قراءتك الطيبة.
لك التحية أخت ريماس
@زينة زيدان
تعم أخت زينة، هو خطاب شامل وعام.
أحييك على استنتاجك، وحُسن قولكِ.
شكرا لك
@محمد ايت دمنات
حياك الله أخي محمد.
أسعدني تعليقك والاضافة التي حواها.
شكر لك
@هيفاء عبده
نعم أختي هيفاء عبده.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا.
شكرا لك
@أمال الصالحي
أختي أمال، إضافة تصب في المضمون.
ففي كل ميادان نجد هذا الصنف.
لك التحية والشكر.
@mohammad nabiel
أشكرك أخي محمد.
هذا من طيبة قلبك، وحسن تذوقك.
أنعم الله عليك.
@منجي باكير
أخي منجي، هي النفس الأمارة بالسوء، هي من تصور لنا كل عمل حسن.
عافانا الله وإياك.
شكرا لك أخي الكريم
السلام عليك أخي رشيد
لقد وضعت يدك على الجرح ومن مميزات السنبلة الفارغة التعالي و التعاظم، ومهما كانت النعم التي يتباهى بها الانسان ويستشعر من خلالها أنه دون البشر فتلك النعم من العاطي سبحانه وتعالى،هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء..
ومهما بلغت عظمة المرء فلا غنى له عن محيطه وتلك من حكمه عز وجل.
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المهم وعلنا نتذكر جميعا
بارك الله فيك أخي
كل الأشياء في الحياة تقوم على السند، كحلقات السلسلة الطويلة بعضها يشد بعضا، كل شيء يقوم على التلاقي والتكامل.
.........................................
تشبيه راااااااائع اجمل كل الموضوع ... نحن حلقة واحدة بدون الحلقات الاخرى عدم وبها نكتمل
بارك الله في قلمك ابا حسام الدين ( كنت هكتب المصري برضه !! هه)
لولا
ذكرهم وذكرنا
لعل الذكرى تنفع المؤمنين
@أمال
وعليكم السلام.
صدقت أختي أمال.
مداخلة طيبة، الشكر لكِ.
@لـــولا وزهـــراء
أشكرك اختي لولا.
مصرة أن تجعليني أبو حسام الدين المصري :)
@مغربية
الذكرى تنفع المؤمنين طبعا.
بارك الله فيك أخت مغربية.
قد أسمعت لو ناديت حيا عاقلا
لكن لا حياة ولا عقل لمن تنادي
ابوحسام
اعطتنا الدواء بمره لمعالجة المرض نصائع رائعه اتمنى ان يسعدك الله دوما اخى الكريم
تحياتى ابوداود
@goulha
أشكرك أخي محمد.
نتمنى أن نعود إلى أنفسنا.
@الاحلام
أشكرك أخي أبو داود.
تحيتي لك
إرسال تعليق
كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)