الوصف

المشاعر وإنسانية الإنسان في مجموعة قصص تراتيل الغسق لصفاء اللوكي

                                                                                  
«لا يستطيع صوت الحياة الذي فيَّ أن يصل إلى أذن الحياة           
 التي فيك ولكن فلنتكلم على كل حال لئلا نشعر بوحشة الإنفراد» (1)


رشيد أمديون

    مجموعة تراتيل الغسق تستدرجُ -بما تحوطه من نصوصها القصيرة- ما هو اجتماعي -واقعي- لينصهر في ما هو ذاتي، داخل بوتقته العميقة. تستدرج حركة العالم والحياة والطبيعة لتندمج مع العاطفة/المشاعر، ولتتراكب في صياغة صورة، صعبةٌ جزئياتُها أن ينفصل بعضُها عن بعض. إنَّ نصوصها تشتغل على إبداع عوالمَ يُلبي فيها الإنسان نداء العاطفة الإنسانية، نداؤها القريب في مواجهة اللاإنسانية. ترسم (النصوص) معالمَ يُخشى انقشاعُها، بآلية الحرف، وتَمْتَحُ عنصرَ وجودها من السرد، سرد التفاصيل الدقيقة والكلية معا بشيء من التكثيف، مع كشف ما بالعمق بدفعه إلى أعلى كي يتجلى بِلُغة بسيطة بساطة المشاعر التي ساقتها الكاتبة في نصوصها. مشاعرٌ لا تحتاج تكلفًا ولا تصنعًا، فالتصنع يقتلها ويذرها شيئا مزيفا لا روح فيه. 
    روحُ الإنسان وفطرتُه يغدوان هُما الرّهان على استمرار الحياة، هما الرهان على تجديد البشر إنسانيتهم وتكليلها بتاج المشاعر المتصلة بحبل السماء، فبديهيا، أن السماوي أرفع من الأرضي، والمشاعر النبيلة وإن كانت تنبع من الباطن فهي -مجازا- بناتُ الرّوح الطاهرة الآتية مع هبة السماء. 
« سماء رمادية، أحبّتها زرقاء صافية، لكنّ لونها الرماديّ يُوحي بشيء غريب! يذهب بك لشيء مجهول يُشْعرُكَ أنّك متّصل به كالحنين، لَهِيَ أرواحنا بين الأبيض والأسود ربّما!»(2) 
بغير مشاعر الحب، العطف، والرحمة.. يكون العالمُ أشبهَ برقعة من الدمار، نار مؤصدة، آلة حاصدة للروح والإحساس والمعاني السامقة. وربما « الزمن يجعلنا نستوعب » أن روح الإنسان وفطرته ومشاعره التي فُطِرَ عليها « أينما وجدت يوجدُ » المعنى الحقيقي للإنسان. وبتعبير نزار:

« لماذا أظلُّ هنا؟ حين كلُّ الوسائد ضدِّي..
وكلُّ المقاعد ضدّي..
وكلُّ المرايا.. وكلُّ الزوايا.. وكلُّ الستائرْ..
لماذا أظلُّ هنا بعد موت جميع المشاعرْ؟ ».

    الإنسان بمشاعره النبيلة « كالطّفل الصّغير عليه أن يُصدّق كلّ شيء يأتي (منها) »(3) عليه أن يكون أكثر أمْنًا ليكون أكثر حبا وسماحة، عليه أن يشعر بالاهتمام ليكون أكثر عطاء، وحضارة وارتقاء في سلم الإنسانية.
وفي أغلب النصوص التي بين أيدينا تراتيل سلام تترجم رؤى وأحلامَ البسطاء وأمانيّهم، تُهَدهِدُ اللغة برفق كي تُبْرِز ملامحَ المشاعر الدَّافقة وهي تنشد حبا، حنينا، شوقا، وقلقا، بل وانكسارًا، فانهزاما في زمن الخديعة والخيانة والعنف، بل في زمن أهوج جرَّدَ الإنسانَ من قيمه حين عانق زمن المادة عناقا شديدًا، وعبدَ السلطة وتوسَّل بالتصنع، فضاع المبدأ. 
    أما على مستوى العنوان الذي يُرخي ظلاله الوارفة على نصوص المجموعة، فالكاتبة لم تسمِّ المجموعة كما جرت عادة أغلب القاصّين باسم عنوان إحدى نصوصها، وإنما جاء الاسم مستقلا قائما بذاته وبدلالته الشاعرية ذات صورة ايحائية سيميائية. لكنه يبقى عتبة باب مغلق يحتاج طرقنا له كي ينفتح، مادام هو عتبة النصوص، بل إنه نص قابل للقراءة أيضا متعدد الاحتمالات. إن "تراتيل الغسق" ترسل خيطا رفيعا يمسك بمشترك بين النصوص وينفتح على النفسي المحسوس أكثر مما ينفتح على الواقعي الملموس، لهذا العنوان مدى يمنح سفراً صوفيا عبره، كأن له ظاهر وباطن... زمن الغسق هو تحوّل مألوف في ملامح الطبيعة، (كتحوّل مشاعر الإنسان أيضا) وانتقال من نور النهار إلى ظلام الليل، إنه كبرزخ لا يدوم زمنه طويلا، فتتسارع تراتيل الشوق والحنين والحب، والحزن الإنساني، لتعلن عَبْرَهُ بداية استدراجها من الليل كي يبثها للساهرين والحالمين والعاشقين، ينشدونها في صمت وسكون بين عوالمهم الخاصة. « يورق قلبها مع كل شفق، ويعود لإزرقاقه مع كل غسق »(4)
وبما أن التراتيل شكل من أشكال الأصوات التي تحبها القلوب، كذلك المشاعر فلها محبة خاصة، هي الخيط اللَّامرئي الواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان، رغم أن ظلام الليل (الواقع /الاكراهات/جمود العاطفة) يشكل مانعا لها من البلوغ إلى قصدها، وتلألئها، وهذا ما حدث في كل من الأقصوصات: (روتين، خيبة أمل، حلم ضبابي، قوت القلوب) التي كانت شخصياتها تحتاج دهشةَ مشاعر الآخر. 

* * * * * * * *

    وتبرز في المجموعة معاناة الإنسان العربي في كل من النصوص: "مسألة مبدأ"، و"امتحان"، وفي "نشرة إخبارية"، وهي أقصوصة كأنها جاءت وسط ما يحدث في العالم من متغيرات يأسف عليها الضمير كي تبث خبرا -لا يحتاج التأجيل- بوثيرة سريعة على لسان أحد شخصيات القصة، وبهذا الخبر تشكلت القفلة المفاجئة: « لقد انتهت مُدّة صلاحيتنا نحن العرب».
    أما في نص "خلود ومآرب أخرى" فكان الاشتغال على تناول موضوع الحرية والاختيار الفردي. شخصية القصة شاب فلسطيني -يُجسّد معاناة أقرانه- لافتقاده معاني الحرية والاختيار، فهو على أرضه المستعمرة مكبل بقيود الاحتلال وحوائل مانعة دون الاختيار. نقرأ هذه القرينة:
« لم يكن يحق لي دراسة الطيران رغم رغبتي بذلك، حيث لا يمكن لأهل فلسطين دراسة مثل هذه الأمور المتعلقة بالإرهاب على حد قول المحتل ». وبهذا أصبحت قراراته ومصيره يُساقان إلى المجهول... 

ومن جهة ثانية مقيد بعادات وتقاليد الأسر، التي حالت بينه وبين الفتاة التي اختارها للزواج، بل إنه لا يستطيع أن يطبق قراراته ولا أن ينال اختياراته الفردية. الآخرون هم من يحددون فقط ويقررون. إن امتلاك القدرة على الاختيار تجابهها الموانع الحساسة، وتجعلها موقوفة التنفيذ. « هذه القدرة على الاختيار الفعلي هي التي تمنح الإنسان كرامته التي اعتدنا التحدث عنها.(...) وما الإنسان كائن أخلاقي إلا بفضل امتلاكه القدرة على الاختيار. وعندما نعرف الحرية كأمر يتعلق بالاختيار فإنها تصبح فكرة أساسية لا في الحياة الشخصية فحسب، ولكن في الشؤون العامة أيضا، وفي ثقافة الإنسان الأرقى وفي تقريره، وفي مصيره »(5). ومن دون الحرية والقدرة على الاختيار فلا معنى للحياة، إلا إذا كانت رغبة الإنسان أشد قوة وإصرارا وتشبثا بالأرض والحرية، والعاطفة. وذلك دافع الإنسان إلى بقائه حيا... بداية البدايات ونهاية النهايات، وذلك هو الغاية. ترى أيّ معنى يبقى من الإنسان لو سُلبت منه تلك الأشياء؟.

    وإن كانت معاناة شخصية قصة "خلود ومآرب أخرى" هي الحرية وفعل الاختيار، فإن قصة "وظيفة" تأتي كاشفة عن معاناة أخرى تخص الشاب العربي الحاصل على الشهادة الجامعية؛ عزلته القاتلة رغم كفاحه داخل المجتمع من أجل لقمة عيش، وظلم الواقع، حين يكتشف أن الوظائف تُمنح لموظفين بدل المعطلين، (تكرار المأساة) كل هذا يشد خناقه، فيضيع من أفقه المعنى، ويجعل منه نسخة لإنسان ضيَّعوا إنسانيته، عنوانا للحياة، ولا حياة، « فهو يقف وسط الأحياء كشاهد مقبرة يدل على مكان المأساة»(6) معزول يحترق بمشاعر الانهزامية والإحباط أمام إكراهات الواقع، وسلطة أصحاب القرار.

* * * * * * * *

    ولم تنس الكاتبة داخل المجموعة أن تشير إلى نقيض المشاعر النبيلة واللاإنسانية. (فبضدها تتضح الأشياء كما يقولون)، والقلوب الصادقة يحتال عليها -دائما- من يخونها، ويستغل صدقها لتحقيق رغباته الشيطانية، لهذا يكون التسلح بالحذر واجبا كي ينجو الإنسان من شر السيئين، وعبثهم اللئيم بمشاعره. لهذا جاءت حكمة الجدّة في قصة "ثمة نور يتسلل" لتبث ومضة حذر ولو على سبيل الاستئناس. ولكن ما فائدة حكمة العجائز إن تناولناها مبكرًا (الصغر)، ولم نعمل بها مآلا (الشباب).

من الإيجابي أن تؤثر المشاعر الإنسانية على حياة الإنسان، تأثيرا يفضي إلى تطور فيه شيء من التمرد على نمط سابق تنازعته تجربة فاشلة، لكن فشل الإنسان في ساحتها لم يكن ذريعة لإثبات القول أن الحياة عند ذلك الأمر أوقفت دورتها، فقد تلبس زهوا وجمالا مستجدا، وقد يتسلل نور جديد يبغي (ربا) جديدا، وقلبا متجددا مفعما بالصدق. فهل سيحظى باستقبال جديد بعد تجربة سوَّدت حياة هذا الإنسان؟ هذا ما تعالجه قصة "ثمة نور يتسلل"، التي تناولت الكاتبة عبرها إحساس أنثى تستنهض حالها لتنفصل عن تجربة كانت داخلها ضحية شخص ناولها حبا مزيفا، فعاشت لحظة انكسار وحزن، ثم تمردت على حياتها السابقة بتبديل كل تفاصيلها بأخرى أكثر إشراقا، لا يتعكر صفوها بدَخَن الماضي القريب. غير أنها تكتشف بعد ذلك أن قلبها لا انفصال له عن نبضاته نحو من يطرق بابه، فالإنسان مشاعرٌ متجددة ذات استمرار كنهر جار، تستقر فيه الرواسب والأحجار ولا يحملها معه حين يصفو. وبالمشاعر يعيشُ ويحيا المعنى، حتى لو زعم أن التجربة الفاشلة قد تقتل فيه إحساس الإنسان، ولن يلتفت بعدها لطارق جديد. وما يلبث أن يكون ذلك الكلام إلا عارضا. فالقلب هبة الله، إنْ لم يحب، يموت.
    وفي قصة "ليست رواية"، (والتي جاء أسلوب سردها شبيها بتقرير صحفي). تصور لنا الكاتبة جانبا آخر من الجوانب الإنسانية، حين تتحول مشاعر القاتل المأجور فيقع في حب الفتاة التي همَّ بقتلها بعد محاولته التقرب منها (في إطار مخططه)، وبهذا استطاع الحب أن يؤثر عليه، ويغير مسار تخطيطه، في الوقت الذي غلب الحقد والطمع على أصدقاء الضحية، فاستأجروا القاتل لتنفيذ الجريمة ولم يخطر على بالهم أن الإنسان يحتاج الحبَّ كما يحتاج الخبز. والمحبة تَغيِير، أو كما عبر عنها جبران خليل جبران « المحبة والموت وحدهما يغيران كل شيء»(7)
    أما قصة سيد الغياب فهي تراوغ القارئ، حين جعلت الكاتبةُ الأفضلية للغياب لا للحضور، رغم أن الإنسان يُفضل حضور البعيد الغائب على بقائه رهين الغياب. ولعل هذه الأفضلية تتجلى في أن الحضور بما له علاقة وطيدة بالقرب يُولِّد الألفة والاعتياد، فتنتفي الدهشة. (والدهشة عنصر المعنى في القصة)، وبالغياب يحصل الاشتياق، يحصل الانتظار، تتنازع المشاعر الإنسانية لتجعل من رؤية ولقاء البعيد الغائب منتهى الآمال، وبهذا يصير له سلطة مطلقة على الوجدان/تأثير، كما جاء في القصة، « سأسرع في ترتيب كل شيء... »، إذ الغائب -هنا- سيد الغياب، وحضوره الحيني إشراق وتوهج، شرط أن يعود إلى غيابه كالشمس بين الغيوم في أيام ماطرة تظهر هنيهة ثم تختفي. وتلك ميزة سيد الغياب. 
وأيضا، هذا ما تناولته الكاتبة في أقصوصة "وهم" التي كانت شخصيتها تنتظر غائبها الذي تأمل أن يزورها ليُفجِّرا مشاعرهما معا داخل التفاصيل الدقيقة التي يخلقانها عبر مداهما الحالم، هي تصرح حالا لا مقالا: «أريد لحظة انفعال.. لحظة حب.. لحظة دهشة.. لحظة معرفة.. لحظة تجعل لحياتى معنى»(8). ولعل تلك عادتها: «وهي تنتظر كالعادة خلف الجدران والنوافذ»، تمارس فعل الانتظار الرتيب داخل عالمها المحدود، تجهز كل شيء يليق بالزائر، وتصنع حلمها الأزرق الذي استحال وهْما بعد استجابتها بلهفة إلى طرقات الريح على الباب. وعلى رأي الكاتب الروسي أنطوان تشيكوف: «عندما لا تكون لنا حياة حقيقية فإننا نستبدلها بالسراب». وعليه فما كانت الطبيعة لتتدخل في سياق الحدث إلا لتوقظها من وهمها الممتد، إذ لا أحد سيأتي كي يكلل مشاعرها بالتيجان، والعواصف لمّا تهدأ بعد. هكذا لنرى كيف أن الغائب (هنا) آسِرٌ لحسها ووجدانها، حتى إن كان شكلا من أشكال الوهم الذي تمرّد على الخيال وشرد بعيدًا ليبهج الذات على أمل نقطة تحول على شفا -جرف هار- من الحقيقة.
     وتوظيف الوهم والحلم داخل إطار السرد في المجموعة جاء في نص آخر وهو قصة "لقاء"، حيث تحول اللقاء إلى حلم يتنازع مع سلطة الاغتراب في وطن أجنبي، وكأن فعل اللقاء صار مستحيلا، أو ربما أنَّ «كل ما نراه أو يبدو لنا ليس سوى حلم داخل حلم»(9). وبهذا تتكرر عبارة الحلم. نقرأ: « هل هو فعلا متأكد من ذلك أم أنه مجرد حلم ». ونقرأ أيضا داخل نفس النص: « وكان اللقاء أشبه بالحلم ». لكن حتى لا نتسرع، لنترك باب التأويل مفتوحا ببيت شعري، على أمل هزيل:
ربما تجمعنا أقدارنا ذات * يوم بعدما عز اللقاء(10)

* * * * * * * *

    أغلبنا يكتب عن المشاعر بل ونكتب بالمشاعر. نترجم الأحاسيس إلى حروف. ننمقها ونضفي عليها رونقا كي تجد قبولا عند القارئ، لا يهمنا إلا إعجاب القارئ، فهل يا ترى كل ما يُقرأ له أثر في الواقع؟ 
«كل فكرة لا تؤدي إلى فعل فهي ليست فكرة على الإطلاق » وكل إحساس لا تنتج عنه ألفة وتآلف وتسامح فهو مزيف، لا يقبل الوجود كثيرا. هنا يمكننا القول، هل الإنسان ترجم مشاعره النبيلة إلى فعل على الواقع كما يترجمها إلى حروف وكلمات على الورق؟ 
    إن نصوص الكتاب تحفر في عمق، وتطرح تساؤلات وجودية وإن كانت تبدو بسيطة التركيب، هي تنحت -أيضا- علامات إشاراتها لترد للعاطفة الإنسانية المنجرفة نحو المادة هيبتها وقوتها، لتردها من استلابها وتعيد شأن القيم النبيلة التي تلاشت أو يمكن أن تكون تلاشت في خضم هذا الهرج الذي عم العالم اليوم وأمس، وسيعمه غدا إن لم نُعِد إنسانية الإنسان إلى عمقنا، ونُقَدِّر أن الحياة ليست فقط مقابل الموت، بل إنها مشاعر إنسانية تجاه الآخرين، لا يحق خيانتها والاستهتار بها.

    الكاتبة صفاء اللوكي، بإصدارها هذا الذي يعتبر باكورة أعمالها، ضربت على وتر حساس فانبعثت تراتيل المشاعر من القلوب لتَصْدُقَ هذه النصوص الملأى بأفكار تنبه العقل والوجدان، إلى أننا ما نزداد إلا افتقادا لمشاعرنا رغم كل ثرثرتنا التي أثارت الضجيج حول الحب والحرية، والرحمة، والحنين. إنها (أي الكاتبة) بين نصوص المجموعة ترتّل تراتيل الغسق (المشاعر)، وتدعو إنسانية الإنسان إلى هذا السبيل.



0 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة