الوصف

عُمرٌ


أنا سار

كطيفٍ عابرٍ

أمضي بين الأوقات...

وسأختفي

إذا حدّ خطو الزّمانِ في الإسراع

أنالُ منه التّلاشي 

وبهذا سأكتفي
رشيد أمديون

جاور روحي


تَمْتَحُ روحي من صمتِها

أبهى العبرْ

لا يجدي القولُ

إنْ أفصَحت عُـيونها والنّظرْ

سافرةَ الوَجه،

سُبُحات جمالها

لؤلؤٌ ودُررْ

رَعى اللهُ الحُسنَ

جاورَ رُوحي

وفي القلبِ كان الأثرْ

رشيد أمديون

اخترتَ الغياب


في بهو الحضور كنتَ غائـبًا. 
وكنتُ أبحثُ عنكَ في تفاصيلٍ دقيقة، لا يراها غيري، أو أنها تُرى لي وحدي في ملامح الجالسين، والواقفين. 
يزدحمون في تباهٍ. 
يحسبُ كلّ واحدٍ منهم أنّه صَنعَ مجدًا، وأنّ البَهو أُقِـيمَ على أفكاره... 
«تَحسبهم جميعًا وقلوبُهم شتّى». 
ما كانت وجوههم ترتاحُ لها الرّوح، كانوا جامدين باردين، حتى كلامهم لم يكن له ذوق، ولا يبني أملا، لا يُؤسّس غير الوعود برتابة مملّة حدّ التقيؤ، فعلمت حينها لمَ لم تحضر!! 
فلم يعد البهو طاهرًا ولا نظيفا...

رشيد أمديون

اعترافات


أعترفُ بالجُنونِ

بين أهدابِ الحُروفِ 

إنْ استَحالَ القلبُ اسمًا 

يَجرّهُ الحرفُ جرّا 

*  *  *  *  *  *

أعترفُ بمتعةِ الاسْتِـباقِ 

إلى كهْفِ المَعاني

إنْ غسَلَ الصّمتُ بِقاعَ الكلامِ 

وعلى الحَناجِرِ اسْـتقرََّ 

*  *  *  *  *  *

أعترفُ بألَمٍ، بأنيابٍ

تنهَشُ الفؤادَ

كلّما تذكارٌ بوجهٍ

على أفقي أطلََّ 

*  *  *  *  *  *

أعترفُ برُوحي بين جانِبيّ

تحملُ أثقالا فوقَ أثقالٍ

وعلى الدّربِ الطويلِ

سيزيفُ، يَحمِلُ حمْلا

*  *  *  *  *  *

أعترفُ بأغنيةِ الشّرُودِ

وعزفِ المُروقِ 

على مقامِ البِعادِ

إنْ صَاحِبي عَـنّي يومًا تخلّى 

*  *  *  *  *  *

أعترفُ بأنغَامِ الحنَانِ

وربيعِ الأمَاني 

وهمْسٍ يُداعبُ صمتَ اللّيالِي

لمن أقامَنِي في مكانَةٍ حُسْنَى


غذبة أنسامكِ

هذا النصّ البسيط كتبتهُ منذُ عشرة أعوام تقريبًا، وقد سبقَ أنْ نشرتُهُ في بداية إنشائي للمدونة، ورأيتُ أن أعيدَ نشرهُ لأجدّدَ عهدَ معانيهِ وبيعةَ حروفِه البسيطة. محبتي لكم.



عذبةٌ أنسامكِ  حينَ تتكلّمين

كاللّحنِ مصفوفَ الوقعِ للسّامِعين

تطريبٌ، كتطريبِ الطيرِ

في صبحٍ  وسيم

إنْ أنا تتبّعتُ  خطوكِ

فلا تلومين

فأيّ  شيءٍ  ترى ذاك؟

هذا رسم خطاك، أنبت على الدّربِ ياسمين

خطبَ الثرى ودّك،

وجُنّ من همسِ خطوكِ حين تمشِين

أمَا علمتِي أنّكِ بين الضّلوعِ

أضرمتِ الشوقَ والحنين

وطموحًا لرؤية الجمالِ

في بهاكِ حينَ تغيبين.

رشيد أمديون

عِـدْني

   عِدني بحبٍ ماطِـــٍر

بهمْسِ شاعــــٍر

بمسكِ لَيلٍ ساحـــــٍر

بلقــاءٍ مُقمــــــٍر

بخفقِ نبضِ

سائـٍر


   عدْني بكَ

هديةً منْ يدِ قــــــادرٍ

تأتي مع نسمَــةٍ

في صبحٍ سافـــــــٍر


   عدْني بقبلةٍ

تَحطُها على خدٍّ مَائِـــــــــٍر

بشَهْدِها الدّافئِ

يُذكِي عِشقَ عَهدٍ غَابــــــٍر


   عـدِني ببـيتِ شِعـٍر

على بحــــٍر وافــــٍر

بغزلٍ لا أنشدهُ

قيسٌ ولا ابنُ مَعْمَــــٍر(1)


   عدْني بقُـدومٍ

في سربِ الهوى، كطائــــٍر

بغيثِ،

يُغيثُ منّي

كلّ ناضــــــٍر(2)

بشمسٍ تَسْكُبُ الضيّاءَ

بعدَ غَـيمِ كَــــافــٍر(3)


   عدْني بصلاةٍ في قُـدْسِكَـَ

كإسراءِ سائِـــٍر

عِـدْني بالمُنتهى

على بُراقٍ مُسافـــــــــٍر


   عـدْني، وَعـدْني

بوجهِ نبيٍّ

يَهَبُ الهِدايةَ لحائِــــــٍر

يُحطّمُ أوثانَ بُعدٍ

يتلُو آياتِـهِ بلالٌ وآلُ ياســـٍر


   عِـدْني بعودةٍ

كيعقوب اهتزّ بخاطـــــٍر

بريحِ يُوسفَ،

ويوسفُ غير حاضــــٍر

وبقميصه

امتلأتْ عيناهُ بنورٍ نائِــــــٍر


   عـدِني بمِثلِـــهَا...

ومثلها.. ومثلها...


بمعجزةٍ في زمنٍ آخِـــــــــٍر.

رشيد أمديون/ أبو حسام الدين. كتبها في: 30/29 مارس 2013


-------------------------------------------

1- جميل بن معمر (جميل بثينة)
2- كل ناضر: من النضارة والبهاء والجمال. يُغيث كل ما أوشك أن يفقد بهاءه.
3- كافر: مغطٍ، بحيث أن الغيم يغطي السماء، ويمكن اعتباره كذلك غيما أسودًا.

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة