انتظرتُها أن تأتي
بهوس مَطِـير
بنار تلفح
انتظرتُها بلباس الجنون
بعقل شارد عن أرض الحكمة
مطرود من ساحة أتينا
تائهٍ بين طقوس العرّافين
اللوعةُ تعلن انتفاضتها
تهزّ جسدي
ُكالممسوس أصير
...خطاي تسارع
تسابق الزّمن
حيرة تلبس دَرْبها
هل يا ترى ستأتي؟
بدّلتُ لها الهواءَ،
وعطرتُه بماء المِسك
وضعتُ زهورَ الفرحة في مزهريتِها
أنيقة كانت تشعُ بنورها
كتمتُ ضجيجَ المارّين لأسمعَ
خشخشة أقدامِها حين تُقبل
انتظرتُ بضجر عابثٍ
يبعثِرُ أفكاري
أسحبها
أعيدُ ترتيـبها...
لم تأتِ
أمارسُ لعبة الغباء المَقيتة،
كي أتجاهَل ميقاتها
وقد مضى
هي في الغياب تنعمُ
أنا في الحضور أصْطلي الانتظار
أستحيلُ شعلة نار
مَسحتُ خيالي
مسحتُ رسمَ الأحلام
لا تستحقّ حلمًا،
كسّرتُ مزهريّة الفرحة
عقابًا لورودِها
مزقتُ كلّ قصائدٍ جعلتها هودجا لها،
بعثرتُ اسمها
خلفَ ظهري، ألقيتُ بالحروف كلّها،
قلت: لن تنالي طيفي بعدَ اليوم
يا عُيون الْمَها
لن يدقّ بابكِ ساعي البريد
لن تغرّد على نافذتك
قبّرة الشوق...
أنت لم تأتِ
فابقي في الغيّاب
سأحمل ذاكرتي إلى كوكب أبْعَد