رؤيا اليقظة
لَم يكن مثلها يتقن الإدلاج والسّفر
إلى القمر المُشع، ليأتي بالنّور، ليُضيء ما بينهُما من مَسافات بوحٍ هَادِر...
صَمتهُ يُقيّد جِماح حُبّه المُخضرّ في بَساتين الوِجدان، يُكفّر شَوقَه الهَائج بِشُعلة الخجل الماكثِ أمَامه زمناً من ولَهٍ مُملّ.
تَرَاهُ ذات يقظة مَاسكاً ذِراعَها وقد تحوّلا عن بُعدٍ إلى طيفين رَاق لهما العُروج، فتبسّمت من عِشق حطّ على مُحيّاها حَسبته طيراً أخضَر ففتحَت بالأشواق لهُ طريقاً حفّته الأزاهير.
عادت فمَدّت نظرات مرتعدة نحو السّماء تبحثُ عنه في زُرقتها، فصاحت بفزعٍ مُرعد كسحابةٍ في مخاض الإمطار:
- أين اختفيت؟ أين..
أحسّت بدفء يلمسُ كفّها.
- ما بك عزيزتي؟ أنا هنا لم أفارقك لحظة.
صَمتهُ يُقيّد جِماح حُبّه المُخضرّ في بَساتين الوِجدان، يُكفّر شَوقَه الهَائج بِشُعلة الخجل الماكثِ أمَامه زمناً من ولَهٍ مُملّ.
تَرَاهُ ذات يقظة مَاسكاً ذِراعَها وقد تحوّلا عن بُعدٍ إلى طيفين رَاق لهما العُروج، فتبسّمت من عِشق حطّ على مُحيّاها حَسبته طيراً أخضَر ففتحَت بالأشواق لهُ طريقاً حفّته الأزاهير.
عادت فمَدّت نظرات مرتعدة نحو السّماء تبحثُ عنه في زُرقتها، فصاحت بفزعٍ مُرعد كسحابةٍ في مخاض الإمطار:
- أين اختفيت؟ أين..
أحسّت بدفء يلمسُ كفّها.
- ما بك عزيزتي؟ أنا هنا لم أفارقك لحظة.
15/02/2012
لحظة عناق
جاءَ من بَعيد يَركض مزهواً بمِيعادٍ أشرقَ أمامهُ كالشّمس.
قدمان صّغيرتان تتعرّجان ذات اليَمين وذات الشّمال، تتلعثم الخطوات... مازلت لم تُجِد
بعدُ عمليّة الاستقرار التّام على الأرض.
ركض وركض مسابقاً فرحة ً كظلّه، وعلى
تقاسيمِه الصّغيرة وَسْمُ البراءَة يخضرّ بالأمل.
من مكان قريب امتدّ إليه شُعورٌ كنداءٍ بطَعم الدّفء، انبعث من بين ذراعَين قد انفرجتا عن حُضنٍ حنون كمِدفأة متوقّدة في ليالٍ ذات سيّاطٍ
من زمْهَرير...
ركض ناثراً ضحكاتٍ سَامقة، وكأنّه في التغريد عندليب. ابتلعَه الحضن
بشهيّة الاشتيّاق الملتاعة فذابَ في صمتٍ ارتخت معهُ الأجفان بِقطْرٍ ساخن،
وانغلقتِ الذراعانُ على جسده النّحيل، كجناحي حمامة ضمّت بيضها... ثم رفعتهُ إلى
أعلى وانصرفا بعد مشهد عناقٍ محتدم.
25/02/2012