● المقدمة
رواية جارات أبي موسى كتبها د. أحمد توفيق - وزير الأوقاف حاليا-، إصدار دار القبة الزرقاء، تقع الرواية في 192 صفحة. للروية طابع تاريخي مناقبي صوفي، يُحَاكي جزءٌ منها بعض أحداث تاريخية في عهد الحكم المريني بالمغرب، وكذا هجرة الأندلسيين إلى المغرب من أجل التجارة. كما تعرض بشكل واضحٍ الفساد الاجتماعي الذي تفشى آنذاك، خاصة في المدينة التي وقعت فيها أحداث الرواية (سلا)، وكذا استبداد الحكام ومن له السلطة، كما يقابل هذا الواقع ظهور طرق صوفية رافضة لهذا الواقع الرديء المتفشي.
تمثل شامة المرأة الجميلة - الطاهرة روحيا- الشخصية المحورية، هي وشخصية أبي موسى، أما الشخصيات الأخرى فهي ثانوية متعاضدة في تكوين الحبكة القصصية وبناء أحداث الرواية.
● قراءة ملخصة
كبرت الخادمة شامة الشابة الشقراء الجميلة في بيت أحد قضاة سلا (ابن الحفيد) وكان يحسن إليها. تزوجها (الجورائي) بعد أن أفتُتن بجمالها، وهو قاضي أحد سلاطين الدولة المرينية، أخذها إلى فاس، وبعد أحداث سياسية وقعت في البلاد مات القاضي وتولى ابن السلطان الحكم فخدمت شامة إحدى زوجاتِ السلطان المخلوع، تسمى (أم الحر)، إلى أن أحست هذه الأخيرة بدنو أجلها فأمَرت بكتابة وصيتها ومن ضمنها إعادة شامة إلى بيت القاضي ابن الحفيد حيت ترعرعت سابقا، وهذا إكراما لها بحكم ما تكنه لها من محبة.
زوّجها القاضي "ابن الحفيد" لرجل اسباني كان قد أسلم على يديه. وكان عاملُ مدينة سلا (جرمون) يحاول مضايقة شامة لطمعه فيها، لكن القاضي ابن الحفيد كان له بالمرصاد، إلى أن توفي فازدادت مضايقات جرمون لعلي وشامة فضيّق عليهما اقتصاديا، اضطرا أن ينتقلا إلى فندق الزيت وهو محطة تجارة بسلا، سكنا معا هناك وبقيت مضايقات جرمون لهما لا تنقطع، إضافة إلى الظلم الذي يُلحِقه بالناس..
جاورت شامة في فندق الزيت رجلا صالحا يسمى (أبو موسى)، لم يكن ككل الناس، رجل لا يحدث ولا يصاحب أحدا. غامض في نظر الناس، رغم ما كانت تتناقله الأخبار عن طريق بعض الحجاج العائدين من الحجاز الذين يؤكدون رؤيته في الحج، لكن جرمون كان يفنّد أقوالهم بعقاب كل من ينشر تلك الإشاعات حسدا من عند نفسه..
أورد المؤلف حكايات لجارات شامة السبع، كلهن سكنّ الفندق ولهن ظروفهن الاجتماعية التي جعلتهن يلجأن إلى سلا، عرفن بسمعتهن السيئة، مما جعل شامة تتقي مخالطتهن، مادامت أنها لم ترغب أن تغادر الفندق لمحبتها في مجاورة أبي موسى لاعتقادها بصلاحه.
توالت الأحداث إلى أن نزل بلاءٌ على المدينة واحتبس المطر وجفت الأرض والوديان وعانى الناس من القحط والقيظ، وشاع السخط بينهم. لم تمطر السماء لمدة ثلاثة أعوام على التوالي، استسقى الأئمة ولم يستجب لهم. إلى أن اقترح أحد من حاشية العامل جرمون أن يأتي بأبي موسى لصلاة الاستسقاء فإن كان صالحا أمطِرت السماء وإن كان غير ذلك يُنفى من هذه الأرض لأنه يشاركه تلك الهيبة في قلوب الناس التي لا يجب أن تكون إلا لجرومون فقط.
لم يستجب أبو موسى لأمر جرمون بخصوص صلاة الاستسقاء فحبسه، وبعد طلب من المستشفعين رضي العامل أن يطلق صراحه بشرط أن يؤم صلاة الاستسقاء يوم الجمعة. لكن أبا موسى خرج ضحى الخميس مع جاراته في الفندق يجوب الأزقة متضرعا ومن معه، استغرب الناس من السلوك الذي قام به أبو موسى لكون النسوة اللواتي يتبعنه يُعرفن بسمعتهن المشينة. ذرفت الدموع وتطهرت القلوب تضرعا لله أن يغيث عباده بالمطر. كان ذلك في مشهد مهيب.
استنكر هذا الفعل جرمون بإيعاز من المتفيقهين لاستنكارهم خروج النساء للطلب الغيث، وهذا في عرفهم منكر. كما حرضوه على اعتقال أبي موسى لمخالفته لأمره (خروجه يوم الخميس بدل الجمعة وليس لإقامة صلاة الاستسقاء بل للتضرع فقط). أمر العامل أن يبحثوا عن أبي موسى لاعتقاله، فنزل المطر ليلا ونزلت معه الرحمة وحمد الناس الله وشكروه.
لم يستطع جرمون أن يعتقل أبا موسى، بعد أن عُثر عليه تحت شجرة رمان، وقد أسلم الروح لبارئها.
الرواية تجعلك تعيش أحداثها وإن كان زمنها يعود إلى فترة من تاريخ المغرب، فالكاتب بحكم أنه متخصص في التاريخ، استطاع إبراز مظاهر المجتمع بشكل رائع ومميز، وحتى المصطلحات والأسماء القديمة تناولها مما يجعل القارئ يستشعر أن الرواية حية، أو كأنه يعيش الأحداث مسافرا عبر الزمن إلى الوراء عن طريق أسلوب أحمد توفيق، ووصفه الدقيق وربطها (أي الرواية) بأحداث التاريخ – الكبرى- الحقيقية مع السرد وهذا ما قد نسميه التناص التاريخي.
كبرت الخادمة شامة الشابة الشقراء الجميلة في بيت أحد قضاة سلا (ابن الحفيد) وكان يحسن إليها. تزوجها (الجورائي) بعد أن أفتُتن بجمالها، وهو قاضي أحد سلاطين الدولة المرينية، أخذها إلى فاس، وبعد أحداث سياسية وقعت في البلاد مات القاضي وتولى ابن السلطان الحكم فخدمت شامة إحدى زوجاتِ السلطان المخلوع، تسمى (أم الحر)، إلى أن أحست هذه الأخيرة بدنو أجلها فأمَرت بكتابة وصيتها ومن ضمنها إعادة شامة إلى بيت القاضي ابن الحفيد حيت ترعرعت سابقا، وهذا إكراما لها بحكم ما تكنه لها من محبة.
زوّجها القاضي "ابن الحفيد" لرجل اسباني كان قد أسلم على يديه. وكان عاملُ مدينة سلا (جرمون) يحاول مضايقة شامة لطمعه فيها، لكن القاضي ابن الحفيد كان له بالمرصاد، إلى أن توفي فازدادت مضايقات جرمون لعلي وشامة فضيّق عليهما اقتصاديا، اضطرا أن ينتقلا إلى فندق الزيت وهو محطة تجارة بسلا، سكنا معا هناك وبقيت مضايقات جرمون لهما لا تنقطع، إضافة إلى الظلم الذي يُلحِقه بالناس..
جاورت شامة في فندق الزيت رجلا صالحا يسمى (أبو موسى)، لم يكن ككل الناس، رجل لا يحدث ولا يصاحب أحدا. غامض في نظر الناس، رغم ما كانت تتناقله الأخبار عن طريق بعض الحجاج العائدين من الحجاز الذين يؤكدون رؤيته في الحج، لكن جرمون كان يفنّد أقوالهم بعقاب كل من ينشر تلك الإشاعات حسدا من عند نفسه..
أورد المؤلف حكايات لجارات شامة السبع، كلهن سكنّ الفندق ولهن ظروفهن الاجتماعية التي جعلتهن يلجأن إلى سلا، عرفن بسمعتهن السيئة، مما جعل شامة تتقي مخالطتهن، مادامت أنها لم ترغب أن تغادر الفندق لمحبتها في مجاورة أبي موسى لاعتقادها بصلاحه.
توالت الأحداث إلى أن نزل بلاءٌ على المدينة واحتبس المطر وجفت الأرض والوديان وعانى الناس من القحط والقيظ، وشاع السخط بينهم. لم تمطر السماء لمدة ثلاثة أعوام على التوالي، استسقى الأئمة ولم يستجب لهم. إلى أن اقترح أحد من حاشية العامل جرمون أن يأتي بأبي موسى لصلاة الاستسقاء فإن كان صالحا أمطِرت السماء وإن كان غير ذلك يُنفى من هذه الأرض لأنه يشاركه تلك الهيبة في قلوب الناس التي لا يجب أن تكون إلا لجرومون فقط.
لم يستجب أبو موسى لأمر جرمون بخصوص صلاة الاستسقاء فحبسه، وبعد طلب من المستشفعين رضي العامل أن يطلق صراحه بشرط أن يؤم صلاة الاستسقاء يوم الجمعة. لكن أبا موسى خرج ضحى الخميس مع جاراته في الفندق يجوب الأزقة متضرعا ومن معه، استغرب الناس من السلوك الذي قام به أبو موسى لكون النسوة اللواتي يتبعنه يُعرفن بسمعتهن المشينة. ذرفت الدموع وتطهرت القلوب تضرعا لله أن يغيث عباده بالمطر. كان ذلك في مشهد مهيب.
استنكر هذا الفعل جرمون بإيعاز من المتفيقهين لاستنكارهم خروج النساء للطلب الغيث، وهذا في عرفهم منكر. كما حرضوه على اعتقال أبي موسى لمخالفته لأمره (خروجه يوم الخميس بدل الجمعة وليس لإقامة صلاة الاستسقاء بل للتضرع فقط). أمر العامل أن يبحثوا عن أبي موسى لاعتقاله، فنزل المطر ليلا ونزلت معه الرحمة وحمد الناس الله وشكروه.
لم يستطع جرمون أن يعتقل أبا موسى، بعد أن عُثر عليه تحت شجرة رمان، وقد أسلم الروح لبارئها.
الرواية تجعلك تعيش أحداثها وإن كان زمنها يعود إلى فترة من تاريخ المغرب، فالكاتب بحكم أنه متخصص في التاريخ، استطاع إبراز مظاهر المجتمع بشكل رائع ومميز، وحتى المصطلحات والأسماء القديمة تناولها مما يجعل القارئ يستشعر أن الرواية حية، أو كأنه يعيش الأحداث مسافرا عبر الزمن إلى الوراء عن طريق أسلوب أحمد توفيق، ووصفه الدقيق وربطها (أي الرواية) بأحداث التاريخ – الكبرى- الحقيقية مع السرد وهذا ما قد نسميه التناص التاريخي.
أبو حسام الدين
شاركت به في مبادرة أمة اقرأ، تقرأ