الوصف

القضية



يا جسدا انبعث منه المسيح

تقدس المهد

يا بوابة السماء

يا سلم العروج والمسرى

جف القلم

ضاع القول في محافل التنكر

ذابت ملامحنا من أقنعة الحاضر

يبس عود

في التاريخ يحكى:

كان أخضر

ارتدى الصامتون إزار العهر

سرابيلهم

من حرير الكفر

يمجدون بيتا أبيض

قدسوا اسمه في تسابيح القول

يُفزع نهارهم نقرة طير

هبت به ريح

تسمى: حرية

ضاع المبدأ

في عقر داره

استبيحت القضية

تعفنت أسماء

حسبناها...

فسجلناها في سجلٍ: عربية

¤  ¤  ¤  ¤  ¤  ¤  ¤  ¤  

الثرى المقدس

تحت أقدام رعديدة

تحسب الحبل أفعى..

وكل صيحة حرة

على الرؤوس قذيفة

من يملك حنجرة ضرغام

فالأسد العربي

أعجزه الزئير من أمس بعيد

صوته زغاريد تحتفي بكل كذبة

تحشرج المبدأ في جوفه

في مقابر الصمت الموحشة

دَفن القضية.
26/02/2012
أبو حسام الدين

أنين صدر

أنين الشوق 

استعجل المجيء 

وضمّ ليلي عمدا 

بالسهاد يناولُهْ 

فهذا البعد سيفك 

وهذا السهد، 

ظلما من الليالي تغازلهْ

يا من طال شوقي فيه مدحا 

أسكن أنينا 

يَؤزّ الصدر بهيامٍ ويجادلهْ 

إن تعد لي: 
أجد راحة،

القلب بجوار ديارك 

تطب منازلهْ 

يلثم حمرة وجنتيك 

كمُدامٍ سال بريقا 

ذاق السكر شاربُه 

ويَسأل حنينُه عن رضاب 

يُشتهى شهده ووابلهْ 

يميل بالحنان معانقا 

يحكي ألم البعاد،

ظلمة ليالٍ بالسهام تقاتلهْ 

فإن لم تعد: 

البعد هنا عتيٌ، 

قاهرٌ...

على النفس تنزل معاولهْ 

فجلاميد صخر على حضن 

أرخت أثقالها،

أهون من همٍ 

بات صدرٌ بالعداوة يبادلهْ.

أبو حسام الدين

مَخمَصة ضمير


يمشي على أربع، يقتات من بقايا خضروات مرمية، ينبش الأرض عساه يجد ما يسد رمقه. مهنته شاقة والإحسان بخيل..
يتمرغ في أوحالٍ لاهيا، غافلا عن حق له عند جنس الناطقين مهضوم..
تكاد أضلاعه البارزة من خلف جلده تفضح الخفايا أو تنوبُ عن عجز لسان الاحتجاج.
تداول بين الناس أن الذي يجر عربة المخلفات التابعة لجماعتهم المحلية شهيته مفتوحة للأكل إلى أبعد حد..
قال قائلهم: أنظروا إليه فمن شراهته بانت ضلوعه، التصق الجلد بالعظم.
- وماذا عن تقارير الميزانية السنوية؟
- يستهلك ما يعادل ثلاثة ملايين درهم من الأكل سنويا!
- سحقا لك، أتصدق حالته وتكذب التقارير والحسابات؟
- صدقت، وما أدراك لعله يبيع نصيبه خلسة لبني جنسه..!
   فربما قد ضاعت الأمانة في صفوف بني البغال!.

خير الورى


يا من تسامى قدره بين الورى

أنت الذي لأجلك الضحى تبسما

أنت المصطفى، لا من ادعى الاصطفا

علمه سابق، الحِكَم منك تُرى

ولدت يتيما... بلغت به شرفا

ونالت في إرضاعك حليمة تبركا

جَمعت من الشمائل وما أبقيت لأحد

ومنك الفضائل لا نحصِـها عددا

أكرم به من مشى مظللا

ورفيقه يُسأل فيحكي من آياته عجبا

من السماء ناداك رب العلى

وتفتحت مغاليق واستنار الدجى

أميّ أنت قرأ وحيا منزلا

وأنطق لسان الفصاحة مخلدا

في ليلة عرجت بك أجنحة

وفي السماء كان للرسل اللقا

أكْرٍمْت وزِدت على قدرك قدرا

أنْ في المقدس حزت الإمامة والاقتدا

عيون الجهالة ما أبصرت

ثاني اثنين في الغار استترا

هَمّ حط على محيا صاحبه

معية الله رفعت عنهما الحزنَ

يثرب سطع بها نور الهدى

مدينة بالوحي لباسها تجددَ

صوت التمجيد علا أرجاءها

بلالٌ برفع الأذان تفردَ

وذكرك جاور اسم الجلالة

في كل خمس على المآذن لك ذكرا

آلا أيها الموحدون هذا النبي

هذا من جمع بحكمةٍ الأشتاتَ

وباب إتباعه سنة وحب الهدى

واللعنة ينالها من بالفرقة رفع الندا

فعليك من الله صلاة وتسليما

يا حبيبا سميت في الذكر محمدا

 أبوحسام الدين

عجوز القرية


تستيقظ القرية كما المألوف على ضجيجها، تتناقل مجالس النساء حديث ليلها ويرتعب البعض وتنال من الآخرين الدهشة.
هي لا تنام ، هي بالليل سامرة، ولا يغمض لها جفن في جحرها الواسع.
 تعود منها الناس عند اقتراب خطوات المساء أن تجمع الأحجار في شِوال، متتحسسة الأرض بكفين تعربان عن سن الشيخوخة، لا فرق عندها بين النهار والليل، فالظلمة في عينيها رغم شمس النهار، فقد انطفأ نور حبيبتيها..

تتناول الحجر وتتوعد أسماءً محددة يعرفها أهل القرية:
لن تسلموا الليلة من رجمي، عليكم اللعنة.
تقول النساء عندما تبلغ العبارة آذانهن: حفظنا الله منهم، أولئك الذين ننزه ألسنتا عن ذكرهم..
تقف وسط القرية تدعو عليهم رافعة كفيها إلى السماء…
وأنفاسها لا تنقطع هي لا تفتر.. تلك عادتها، آلفها الصغير والكبير.
يحل الظلام فيطوي السكون كل أرجاء القرية، زاوية فقط لا تنام ، يعلو منها صراخ ، وحجارة من سطح بيت هرم تحلق يمينا ويسارا مضطربة الوجهة.. أسماء منطوقة على لسان شاخ وصار لصوته رعدة، هي ترى شيئا، بل أشياءً..!
إنها ترى ما لا يرون..!
يختبئ الناس في بيوتهم يكتفون بالإنصات للهجها المفزع. قد حضر زوارها الذين لها يظهرون، ولموعدهم المظلم لا يخلفون، يتمثلون لها صورا، هذا فلان وذاك فلان، تلعن وتسب، ترجم وتتوعد..
ليل طويل ولا فتور..
كل الناس تنفطر قلوبهم، يحملون يقينا أن ما بها ليس جنونا، وما استطاع أحد أن يشق ظلمة الليل وصولا إلى بيتها...
ليس من السهل اقتحام الرعب ذلك هو الجنون بعينه.
في يوم انقطع صراخها…
دهشة أخذت أهل القرية، زارها في جحرها كل الناس حتى من لم يفعل وهي حية، راجيا أن يعرف سبب صمتها.
دفنت العجوز في قبرٍ مع سرها.. وما تركت لأهل القرية غير صمت وبيت قديم، ووهم تلوكه ألسنتهم.

01-02-2012
أبو حسام الدين

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة