ألم تكفك كل الإشارات التي زرعتها لك على الطريق لترى المسار أوضح من الشمس في يوم صحو؟
لقد قلَبتَ عاصمتي وحولت تفاصيل وقتي إلى مسامير صغيرة حادة أمشي عليها حافيا، جردتني من التعقل فأبيت إلا أن أكون.. وصبّرت نفسي علك تلبس رداء العاقلين، وتلتحف تؤدة العارفين. فكان أن جردتني من ردائي وأزحت شمسي عن نهاري..!، بقيتَ فريدا ترفل عاطفتك مبهِما تفاصيل شعورك، مغيبا الحكمة في سلوكك، مُخفيا أرض الثبات عن وجهي، غارقا في سبُحَات أوهامك تتلو وِردك، سادرا في خطوك...
يا صاح: ليست كل نظراتك معيار ثبوت، فلا تدفع عنك من لم يعتنق عقيدتك، أو خالف مذهبك، لا تنشد في لحنك مقام المروق، وسيفك ضعه واكسر نصله فالصواب ليس في قذفي مادمت أويت إلى جبل يعصمني من طوفانك؛ فتمهل ولا تتهمني..! لا تقطع حبل الوصل ولا تهدم صرح الوداد، فما بني على أساس يحز في نفسي أن يكون معولك له هادم، أو ريح غضبك الهائج له ناسف؛ واحفظ في ضميرك قولي فأنا اليوم لك وبينك، وغدا قد أكون ذكرى في خيالك.
يا صاح: الحياة تسع الجميع، فارحم نفسك؛ واطعم نِعمَ الحاضر؛ ومن ذاق قلبه لحن الصفا فلا يكَدّره بخمج الأغيار. وليست هي الحياة من تضيق بل نفوسنا بكل عابر تضيق.
يا صاح: الحياة تسع الجميع، فارحم نفسك؛ واطعم نِعمَ الحاضر؛ ومن ذاق قلبه لحن الصفا فلا يكَدّره بخمج الأغيار. وليست هي الحياة من تضيق بل نفوسنا بكل عابر تضيق.
22-01-2012
أبو حسام الدين