الوصف

رسالة إليك


بنظرة عابسة باسرة، تُمجد طاغوت العناد؛ بحكم جائر انطلق منك لا يُسمعكَ إلا صوت نفسك العتية، ويستجيب لموج عاطفة هائجة تأخذ الأخضر واليابس..؛ آلا متى تصحو يا صاح؟
ألم تكفك كل الإشارات التي زرعتها لك على الطريق لترى المسار أوضح من الشمس في يوم صحو؟
لقد قلَبتَ عاصمتي وحولت تفاصيل وقتي إلى مسامير صغيرة حادة أمشي عليها حافيا، جردتني من التعقل فأبيت إلا أن أكون.. وصبّرت نفسي علك تلبس رداء العاقلين، وتلتحف تؤدة العارفين. فكان أن جردتني من ردائي وأزحت شمسي عن نهاري..!، بقيتَ فريدا ترفل عاطفتك مبهِما تفاصيل شعورك، مغيبا الحكمة في سلوكك، مُخفيا أرض الثبات عن وجهي، غارقا في سبُحَات أوهامك تتلو وِردك، سادرا في خطوك...


يا صاح: ليست كل نظراتك معيار ثبوت، فلا تدفع عنك من لم يعتنق عقيدتك، أو خالف مذهبك، لا تنشد في لحنك مقام المروق، وسيفك ضعه واكسر نصله فالصواب ليس في قذفي مادمت أويت إلى جبل يعصمني من طوفانك؛ فتمهل ولا تتهمني..! لا تقطع حبل الوصل ولا تهدم صرح الوداد، فما بني على أساس يحز في نفسي أن يكون معولك له هادم، أو ريح غضبك الهائج له ناسف؛ واحفظ في ضميرك قولي فأنا اليوم لك وبينك، وغدا قد أكون ذكرى في خيالك. 


يا صاح: الحياة تسع الجميع، فارحم نفسك؛ واطعم نِعمَ الحاضر؛ ومن ذاق قلبه لحن الصفا فلا يكَدّره بخمج الأغيار. وليست هي الحياة من تضيق بل نفوسنا بكل عابر تضيق.

22-01-2012 
أبو حسام الدين

إطلالة المجهول.


خاطر كتبته متناولا من خلاله عناوين نصوص نشرتها بمدونة لغة الضاد. 

يا بثينة كم من الشوق أهديك عبر هذا المدى، كم يستحق مني وجهك الصبوح كمرعى الغزلان من ثناء، كم يكفيني من غزل ومن قصيد...
 كتبت كل أشواقي خلسة وادخرتها حتى إذا ما أعلنتها أتوّج بين العشاق ملك الحروف.. لكن سرب الهوى أجلاني عن موطنك وتاه مني الطريق حتى حسبت أنه الوصول المستحيل إلى جزيرتك المورقة، ذات الظلال البهية والقطوف الدانية، والماء السّكوب...

ماذا أصابني؟ أهو الحب؟ أم أني أخط مفردات هلوسة إلى أنثى طابت لها العربدة في مخيالي... فأضحيت أكتب رسالة إلى امرأة مجهولة، وأنتظر أن يورِق شجر زمني المتيم، وأن ينطق صمت خاطري الأخرس... فأعُد نُجيمات المساء نجمة نجمة... وأتملّق لضوء القمر ليسامرني حتى تأتي من ستجعل  الرّبع الخالي من قلبي جنة ذات العماد، مخضرة الوهاد، من كل صوب يأتيها الإمداد... وهي من ستعجل بقدوم الربيع، وتتساقط الثمار من أغصانها قبل الحين، ويتنسم الكل رحيق زهرها في رضا وابتهاج.. هكذا أنتظر!. 
وإذا بالشمس أطلت بصبحها وفر سواد الظلام، وعلى باب الانتظار طال المقام... هي إلى الآن لم تأت، فانتظروا إلى الزوال.


أبو حسام الدين- الأحد 08 يناير 2012

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة