الوصف

رؤيا اليقظة


رؤيا اليقظة

لَم يكن مثلها يتقن الإدلاج والسّفر إلى القمر المُشع، ليأتي بالنّور، ليُضيء ما بينهُما من مَسافات بوحٍ هَادِر...
صَمتهُ يُقيّد جِماح حُبّه المُخضرّ في بَساتين الوِجدان، يُكفّر شَوقَه الهَائج بِشُعلة الخجل الماكثِ أمَامه زمناً من ولَهٍ مُملّ.
تَرَاهُ ذات يقظة مَاسكاً ذِراعَها وقد تحوّلا عن بُعدٍ إلى طيفين رَاق لهما العُروج، فتبسّمت من عِشق حطّ على مُحيّاها حَسبته طيراً أخضَر ففتحَت بالأشواق لهُ طريقاً حفّته الأزاهير.
عادت فمَدّت نظرات مرتعدة نحو السّماء تبحثُ عنه في زُرقتها، فصاحت بفزعٍ مُرعد كسحابةٍ في مخاض الإمطار:
- أين اختفيت؟ أين..
أحسّت بدفء يلمسُ كفّها.
- ما بك عزيزتي؟ أنا هنا لم أفارقك لحظة.
 15/02/2012

لحظة عناق

جاءَ من بَعيد يَركض مزهواً بمِيعادٍ أشرقَ أمامهُ كالشّمس.
قدمان صّغيرتان تتعرّجان ذات اليَمين وذات الشّمال، تتلعثم الخطوات... مازلت لم تُجِد بعدُ عمليّة الاستقرار التّام على الأرض.
ركض وركض مسابقاً فرحة ً كظلّه، وعلى تقاسيمِه الصّغيرة وَسْمُ البراءَة يخضرّ بالأمل.
من مكان قريب امتدّ إليه شُعورٌ كنداءٍ بطَعم الدّفء، انبعث من بين ذراعَين قد انفرجتا عن حُضنٍ حنون كمِدفأة متوقّدة في ليالٍ ذات سيّاطٍ من زمْهَرير...
ركض ناثراً ضحكاتٍ سَامقة، وكأنّه في التغريد عندليب. ابتلعَه الحضن بشهيّة الاشتيّاق الملتاعة فذابَ في صمتٍ ارتخت معهُ الأجفان بِقطْرٍ ساخن، وانغلقتِ الذراعانُ على جسده النّحيل، كجناحي حمامة ضمّت بيضها... ثم رفعتهُ إلى أعلى وانصرفا بعد مشهد عناقٍ محتدم.
25/02/2012

تذكير: سبق أن نشرتهما على مدونة لغة الضاد. 1 و 2 



12 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

حنين محمد يقول...

مساء الغاردينيا آبوحسام
مابين الرؤيا واليقظة خيط رفيع
لم يقطع يوماً لأننا من خلاله نتسلل للفرح "
؛؛
؛
كل عام وأنت بخير وسعادة وحب
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

Unknown يقول...

تصوير مشاعر إنسانية رائعة بروعة حرفك وحسن اختيار كلماتك
تقديرى واحترامى

بارك الله فيك وأعزك

زينة زيدان يقول...

رؤيا اليقظة
لحظة عناق
حالتان رغم أنهما يظهران كأنهما مختلفتين أو خاطرتين منفصلتين ( يفصل بينهما عشر أيام)..إلا أنهما يحملان نفس دفء الشعور .. ويبوحان عن سر في نفس كاتبهما وهو حالة شعورية مفصلة و متكاملة..

لقد أبدع حرفك في تصوير الحالتين كأننا نشاهد مقطع فيديو مصور وليس كلمات مكتوبة ..

راقني ما خط قلمك اليوم

محمد نبيل جادالله يقول...

مشهد فى غاية الرومانسية يجسد أعلى درجات الحب فى أرقى صوره فى رؤيا اليقظة.

وفى لحظة عناقٍ مؤثرة .. يتجلى معنىً آخر من معانى الحب الراقى.

تصوير المشاهد جاء أكثر من رائع ..
انسجام الحروف وتطويع الكلمات خرج لنا بتعبيراتٍ تفوق الوصف ..
خيالٌ مبدع .. ما شاء الله.

زادك الله من فضله أخى رشيد.

أمال يقول...

.. وما حياتنا بعدد الايام التي عشنها وإنما بعدد المشاعر التي تغلغلت بداخلنا

شكرا على هاته اللوحات الادبية الرائعة النابعة من عمق الاحساس

دمت بخير أبو حسام الدين

تحيتي

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...


أحسّت بدفء يلمسُ كفّها.
- ما بك عزيزتي؟ أنا هنا لم أفارقك لحظة.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تحولت لحظات يقظتها الى واقع دافئ اجمل من خيالها وسفرها بعيداً الى القمر
حينما تتحقق الاحلام ليقظة تكون اروع من الخيال .




امتدّ إليه شُعورٌ كنداءٍ بطَعم الدّفء،
............................

راااااااائع ذاك الوصف


ركض ناثراً ضحكاتٍ سَامقة، وكأنّه في التغريد عندليب. ابتلعَه الحضن بشهيّة الاشتيّاق الملتاعة فذابَ في صمتٍ ارتخت معهُ الأجفان بِقطْرٍ ساخن،
...........................................
خطوات مفعمة بالحياة وتغاريد ضحكات كالعندليب وعناق بطعم الدفئ وحنين بطعم الاشتياق ودموع مذوبة بالتأثر والولع

كلها مشاهد عميقة للحظة واحدة مفعمة بكل الاحاسيس .. لحظة عناق .


لولا

رشيد أمديون يقول...

@ريـــمـــاس

أسعد الله أوقاتك أختي ريماس.
شكرا لك على التعليق والقراءة.

رشيد أمديون يقول...

@محمد الجرايحى

شكرا لك أستاذ محمد
مودتي الدائمة

رشيد أمديون يقول...

@زينة زيدان

شكرا لك أختي زينة على قراءتك الطيبة
دمت بخير

رشيد أمديون يقول...

@mohammad nabiel

شكرا لك أخي محمد على القراءة المتمعنة.
مودتي الدايمة

رشيد أمديون يقول...

@أمال

مودتي الخالصة أختي أمال.
شكرا لك

رشيد أمديون يقول...

@لـــولا وزهـــراء

شكرا لك أختي لولا
مدونتي الدائمة

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة