الوصف

رسالة غرام (1)


.. وكنتُ أعالج صمتكِ العتيق بلون الصبر القاتم، وبعض رتوش التفاؤل الزاهية. سعيدا كنت أمنّي النفسَ بخدعة صدّقتها زمن غفلتي، وأطربني نغمها المزيف..!. لم أكن أشكّ أبدا أنكِ تعلَمين أن انبعاث الهوى في صدري كانبعاث دولة بعد الثورة، فأنا موقن أنك تدركين جيدا، أن نزق الثورة شديدٌ وصعب المراس، واهتزازها أشد، لأنها انتفاضة وتبديل وتغيير. فَحين أغيّر كل تفاصيل مملكتي وأستغني عن عاداتي، وأمتنعُ عن شرب قهوتي المسائية ذات الطعم الساحر، وعن السهر، وعن أمور أخرى.. لا لشيء إلا لأنك تكرهين ذلك، وحين أستبدل أماكن حضوري، وتميل النفس إلى العزلة والانزواء، فهذا يعني أنه انقلاب في نظامي، وصيرورة.. فتوخي الحذر أن أكون ضحية غرامك، أن أسقط في قاع ديكتاتوريتك. 
 وحدها أنت تلك الأنثى التي نجحت في جعل حروفي الساكنة متحركة، وجملي المبعثرة نصوصا بليغة، لا أحد غيرك يملك تلك القدرة، ومن غيرك يستطيع توطئة جبالي العالية من غيرك، من؟...
هل تعلمين أن الأرض تتغير مع كل فصل؟
فكوني كل الفصول حتى تكوني بحجم رؤيتي، فأنا لا أؤمن بحب من طرف واحد. فهببيني ضياء الأماني كي أتبعك، أوقدي شمعة الطمأنينة في ظلمة سأمي إن عجزتِ عن اشعال مصباح. فالثقة لابد لها من علامات تدل عليها، وما كانت يوما صراخا في تصريحات...
لا يستقيم عشقي إن وجد حاجزا وصدودا. ولا ينعم قلبي إن تنكرت له عشيقته الأطلسية، أو لفظتني معه أرضُ الحب، وكيفما كانت هذه الأرض، قفرا أو جنة، عسلا أو علقما، فهي من علمتني أبجديات الهوى، وعمّدتني في ماء قداستها يوم أن ولدت. فابحثي تجدي كيف أخلصت لك الهوى، وما أخلصتِ؟...
هأنت، صامتة تنعمين باحتراقي، تلعبين لعبة اللامبالاة الحقيرة، وكأن لوعة الحب لا تعنيك في شيء... فأناديك بصوتي المبحوح، تبتسمين بازدراء، مولية وجهك عني كمن لا يستحق نظرتك..
فلا تلوميني يا بلادي إن غنيت خارج السرب يوما من الأيام، فأنت من بدأت الصدود...
رشيد أمديون

33 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا ابوحسام
هي موطن الغرام لأنها من أحتضنك ومن رضعت من ثدي أيامها هي لك سماء وأرض ووطن وهوية هي جزء منك وأنت جزء لايغادرها "
؛؛
؛
ويبقى لحروفك تلك إيقاعها الخاص وجمالها المختلف
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

زينة زيدان يقول...

رسلة غرام من عاشق متيم إلى عاشقته التي تتوارى خلف الأحزان
و خلف التوهان فلا وقت لديها للحب و لا للعشق..
لقد وظفت الصور البيانية و التجسيد و الترميز بصورة جميلة رقيقة .. و من شدة عذوبة اللحن المعزوف هنا نتوه بين الرمز والاصل .. فهل أرضك هي معشوقتك؟؟
أم معشوقتك هي كما الأرض..؟؟
كلاهما لهما نفس الوقع على القلب
وكلاهما تجاهله لنا صعب
و كلاهما الحياة بدونها أقسى درب

الأرض
و الحب

!!

ما أجمل هذا المزيج
تحيتي لك أستاذي العزيز

محمد ايت دمنات يقول...

كلمات من ذهب في احلى وطن ...
صحيح أن الوطن -أو قل القيمين عليه - يدير عنا وجهه لكن ما العمل و قد قال الشاعر : بلادي و غن جنت علي عزيزة ...
لا فض فوك سي رشيد
مع تحياتي

المورقة عبير !! يقول...

ولا ينعم قلبي إن تنكرت له عشيقته الأطلسية،

للتغني بالوطن نكهة أخرى .يجيدها قلمك وباحتراف ..

خالص التحية

ولاء يقول...

السلام عليكم

رائعة هي كلماتك الرقيقة التي تستنكر الصدود وتستجدي أن ترى أملاً

من يدري ...قد تلتفت إليك يوماً ..ولا تضطر للغناء خارج السرب..

حفظك الله ورعاك .

أحمد أحمد صالح يقول...

الوطن هو المعشوقة التي نسمح لغيرنا أن يحبها ويتغزل بها،ولا نسمح لأنفسنا أن نكون أقل من أحبها أو أردأ المتغزلين فيها !
..
هي الروعة والجمال كلماتك أستاذ رشيد،لأنها قد خرجت من قلب محب عاشق وكتبت بمداد من وطنية مخلصة.
إن ولى عنا الوطن وجهه فلنحايله ونطارده فهو يستحق بكل تأكيد.
كل التحية و الود والإحترام أستاذ رشيد،سعدت وتشرفت بوجودي هنا.

محطات ثقافية يقول...

وحدها كلماتك الجميلة تسترقني من نفسي لتعيدني الى عالم التجول بمدونات الأصدقاء ولتربكني بلغة التشرد بكل أنحاء الحرف الراقي والجمال المميز
لعباراتك وقع السحر علي أيها الكاتب المميز
بوركت ياأوفى قلب

abdou tebt يقول...

حديث بليغ.
من المؤلم حقا أن تتنكر لنا المدينة..وأن لا تعرفنا
الشوارع وأن تبتلع الظلال آمالنا بدل أن تحميها من حرقة
شمس اليأس.

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

هى لوعة المشتاق وحب العاشق الولهان الذى يرنو ويتمنى ان يرى عشيقته دائما فى ابهى صورة وأرقى مكانة

رغم قسوة العتاب لكن دائما تغير الاحوال يأتى من بين سطور العتاب

بورك وطنك وبورك قلمك استاذى العزيز
ونسأل الله تعالى ان يلهمنا القوة والعلم النافع والارادة لنرقى باوطاننا العربية

سلمت اناملك اخى الكريم

Unknown يقول...

السلام عليكم...
أصلح الله لكم أوطانكم..

rainbow يقول...

جميل هذا العشق السمقردى أبا حسام ..
هنيئاً لقلبها بك وبعشقك ..

Unknown يقول...

أخى الكريم : أبو حسام الدين
دائماً تعجبنى لغتك الرائعة المتمكنة والساحرة
بارك الله فيك وأعزك

goulha يقول...

ومع ذلك سنحبها ونعشقها لأننا لا نملك لها كرها ولا نقدر لها صدا

رشيد أمديون يقول...

@ريـــمـــاس
أسعد الله أوقاتك أختي ريماس.
وتبقي من القلة المخلصة التي أعتز بهم وأفتخر لأنهم يقرؤون حروفي. شكرا

رشيد أمديون يقول...

@زينة زيدان

زينة يا زينة، بهجة التدوين..
لعلك قرأت النص ففطنت أن العلاقة بين المعشوقة والارض لا ينفصلان، وأنا أقصد هنا بلا شك بلادي التي تمثل الارض والمكان..
أشكرك على التحليل دائما، وأتمنى لك وقتا ممتعا.

رشيد أمديون يقول...

@ذ محمد أبو عز الدين

استاذ محمد، ينقصني الكثير إن لم تمر من هنا..
شاكر لك تعليقك ومتابعتك.
وطبعا يبقى الوطن حب خالد مهما كان جائرا..
تحيتي

رشيد أمديون يقول...

@المورقة عبير !!

المورقة عبير، عودة ميمونة..
أشكرك يا طيبة

رشيد أمديون يقول...

@ولاء

وعليكم السلام
أختي ولاء، أسعد الله اوقاتك.
أتمنى أن تعود علاقة الحب بين المواطن والوطن وأن لا تكون من طرف واحد..
شكرا لك أختي الكريمة.

رشيد أمديون يقول...

@أحمد أحمد صالح
العبارة التي كتبتها أستاذ أحمد نالت اعجابي: الوطن هو المعشوقة التي نسمح لغيرنا أن يحبها ويتغزل بها، ولا نسمح لأنفسنا أن تكون أقل من أحبها..

أشكرك على متابعتك، وحسن ذوقك.
بارك الله فيك.

رشيد أمديون يقول...

@ليلى

لعودتك يا ليلى أثر مميز، فربما تغيبين لكن صدى حرفك يبقى..
مرورك كريم دائما..

رشيد أمديون يقول...

@عبدالعاطي طبطوب

أخي الطيب عبد العاطي، لطالما أعجبت بأسلوبك ودقة نظرتك، كما أنك تحسن فهم النصوص بدقة تغريني..
شارك لك أيها القاص مرورك.

رشيد أمديون يقول...

@ليلى الصباحى.. lolocat

ليلى الصباحي الأخت الطيبة.
يكون العتاب أقوى كلما كان الحب أشد قوة، ولعل النص طاغ عليه طابع العتاب، لأن الطرف الاخر يجب بصدق..
آمين، وشكرا على دعواتك أختي الكريمة.

رشيد أمديون يقول...

@Bahaa Talat

وعليكم السلام أخي بهاء
أصلح الله أوطاننا وحكامنا.
بارك الله فيك

رشيد أمديون يقول...

@قوس قزح
أخي قوس قزح، لي سؤال: هل تظهر فقط في الشتاء بألوانك الطيفية، فكان هذا سبب غيبتك أيها الطيب؟
عودة جميلة متجددة صديقي
شكرا لك

رشيد أمديون يقول...

@محمد الجرايحى

أستاذ محمد، إنها لشهادة أعتز بها من شخص كريم أفتخر بمعرفته.
شكرا لك أستاذي

رشيد أمديون يقول...

@goulha

أهلا بك يا مفجوع الزمان، مضى وقت طويل لم أر لك أثر هنا، سعيد لعودتك.
وطبعا لعشق الوطن مذاهب وفنون.
تحيتي

هيفاء عبده يقول...

للوهلة الأولى اعتقدت ان النص لعشيقة ..وكنت اقول في نفسي وانا اقرأ نصك .. راائعة
حتى فوجئت في نهاية النص بأن عتابك كان للوطن ! هنا ابتسمت وقلت فعلا مبدع
ارى الحروف تستكين لقلمك ، فقد جعلت للنص توهان لذيذ
سلمت يمينك استاذ رشيد

رشيد أمديون يقول...

@هيفاء عبده

أهلا بك سيدتي.
وما كان قصدي إلا أن أبين أن العشق لا يختلف ولو اختلف المعشوق!
الوطن يستحق كذلك..
شكرا لمدحك الجميل لهذا النص. تحيتي لك سيدتي.

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

تحفة تحفة تحفة

الصراحة انا افتكرتها في الاول رومانسية انك تخاطب امرأة ولكن اخر سطر وضح لي الامر واعتد قرائتها من جديد ... تسلم ايدك (:


لولا

رشيد أمديون يقول...

@لـــولا وزهـــراء
سرني أنها نالت اعجابك يا لولا
شكرا لك

بندر يقول...

أترى يا سيدي أن الأنثى دائما تعشق ان تتوارى عنا وتصد عنا وجهها ..

هي أنثى وإن كانت بلد...
...

لك تحياتي ....

رشيد أمديون يقول...

@بندر الاسمري

صدقت أخي بندر، صدقت في قولك.

أمل حمدي يقول...

الله
رائعة صدقا يا رشيد
دمت بود

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة