الوصف

احترام ملكية الآخرين

 
    تجدر الإشارة إلى  أن هذه التدوينة سبق أن نشرتها على  مدونة أضواء على العالم منذ سنة تقريبا. والذي دعاني إلى إعادة نشرها هنا، هو مبدأ التذكير، فالذكرى تنفع المؤمنين الذين يراقبون تصرفاتهم سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي. وأظن أن الأخلاق هي كل شيء قبل الكتابة أوالتدوين، فلن يروق لأحد مهما كان أن يجد كلماته قد سرقت، وليس من المنطق أن يلتزم الصمت، بل وجب أن ينبه إلى ذلك حتى يعلم السارق أننا لسنا أغبياء. كما أني أرسل من هنا رسالة إلى من يهمه الأمر- أن يتق الله-. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    عالم الانترنت لا يختلف كثيرا عن العالم الواقعي بما يحمله من ايجابيات وسلبيات متعددة ومتنوعة، وبما يضمه من أشخاص يقودك تيار التواصل للتعرف عليهم باختلاف ثقافاتهم وفكرهم وتوجهاتهم . وبما أن أي كاتب أو شاعر ينشر أعماله ويخشى عليها من السرقة فكذلك في العالم الافتراضي هناك قراصنة لا عمل لهم سوى أن ينسبوا مجهود الآخرين لأنفسهم دون تأنيب ضمير. ومادامت إمكانية النقل سهلة جدا ومتوفرة للجميع فهم يستغلونها في سرقة ما تعب فيه الآخر في غياب قانون يحفظ حقوق النشر.
للأسف الشديد صار المحتوى العربي على الانترنت يضم كمّا هائلا من الأشياء المكررة والمنقولة، وهو ما تكتظ به بعض المنتديات التي تسمح بنشر أي شيء بدون مراجعته، والتأكد من عدم تكراره. وأذكر في هذا الموقف استثناءً، منتدى الأمل الذي أعتبره من أفضل المنتديات العربية - التي أعلمها لحد الساعة- في المحافظة على حقوق النشر، وعدم قبوله لأي شيء منقول ومكرر.

    لا يقتصر مفهوم السرقة على الماديات الملموسة فقط بل إنه يتجاوزه ليضم الأفكار والإبداعات وكل ما ينتجه الإنسان من فكر وعلم وأدب. كما لا يصح أن نستهين بأي كلمة نكتبها بدعوى "أنها مجرد كلمات ولا يهم من قالها أو من كتبها أو من نشرها، المهم أن تصل فكرتها"، كل هذا لا اعتبار له أمام المبدأ الذي هو الأمانة ثم الأمانة.
من واجبنا كمدونين أن نتصدى لمثل تلك الأفعال، بل من اللازم علينا أن نحاول نشر ثقافة احترام حق الملكية الفكرية بما تضمه من حق المؤلف أو المدون. وأن نلتزم بذكر المصادر فيما نتناوله من نصوص، كما أنه لا تكفي كلمة "منقول" التي نجدها كثيرا مرافقة لبعض المنشورات على الشبكات الاجتماعية أو حتى على بعض المدونات، فالكلمة قد تبرئ الشخص الذي نقل بأمانة لكونه لا ينسب ذلك لنفسه. لكن من جهة أخرى ومن وجهة نظر مختلفة فهو يُعتبر اعتداءً على حق المؤلف الذي كتب وأجهد فكره في إخراج عمله إلى الوجود وفي النهاية ينتهي به الأمر إلى أن تصير كلمة تحتوي على خمس حروف (منقول) هي من تقوده حيث وضع وحيثما نشر.
إن الاقتباس ليس عيبا ولا مستنكرا لأنه بمثابة تعزيز واستئناس، ودعم لتدويناتنا وكتاباتنا إن توافق ما تضمه من أفكار مع ما نريد اقتباسه، لكن العيب هو التعسف على حق المؤلف إن جردنا منشوراتنا على الانترنت من ذكر اسمه أو المصدر الذي اقتبسنا منه.
إن تضييق مساحة المنقول والمساهمة في نشر هذه الثقافة في أوساط مستعملي الانترنت العربي عموما والتدوين خصوصا، سيكون بمثابة تشجيع على الإبداع وخلق أعمال جديدة وإثراء المحتوى العربي على الشبكة الالكترونية.. فالتكرار والنقل والسرقة وإعادة النشر ليس فيه أي مجهود ذهني ولا اجتهاد فكري، ولن يساهم من قريب ولا من بعيد في فتح مجال التدوين أمام الشباب العربي. كما أنه لن يساعدنا على زرع تلك الثقافة التي نرتجيها وهي احترام ملكية الآخرين.

أبو حسام الدين

11 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

admin يقول...

صحّ لسانك أخي الحبيب..

كنت هنا..

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا ابو حسام
ورب محمد كم تألمت وأنا أرى حروفي تنقل في كل مكان
أتصدق في أحد السنوات وجدت كاتبة في منتدى تقوم بنقل
خواطري من مدونتي القديمة في كل مرة أكتب فيها
كانت تنتظرني لتثري مشاركاتها وحتى الآن قريباً وجدت صفحة في الفيسبوك بأسم نافذة حلم ولم تكتفي الكاتبة بـ الحروف بل حتى الصور وربي عانيت كثيراًولم أتمكن حتى الآن من طريقة تحفظ لي حروفي ليس لجمالها لكنها وربي جزء غالي مني "
؛؛
؛
مقال رائع لأنه يلامسنا كـ كتاب نغار على حروفنا
فهي أطفال مشاعرنا ولدت منا "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

abdou tebt يقول...

تذكير تشكر عليه أخي رشيد.
ولسوف يجد من يدمن كثرة الاعتماد على غيره
عجزا عن كتابة سطر واحد من مخزونه الفكري
الذي سيضعف شأنه شأن ضمور عضلات الجسم من قلة
استعمالها.
مودتي

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

لازلت اقول ان المجال الذى يسمح فيه بالنقل هى المعلومات الدينية ببعض التصرف بعد ان نستوثق من مصدر الايات الصحيح والاحاديث النبوية والتشريعات حتى لا نقع فى اى محظور
كذلك يجب ان نتناول هذه الايات والاحاديث حين نضعها فى مواضيعنا الخاصة للاستشهاد الصحيح فقط لا لنقل مواضيع الغير وسرقة مجهوده وافكاره

اما الخزاطر والمواضيع الادبية وغير ذلك فاعتقد ان سارقها مثل الفتاة التى تتزين بشعر مستعار و من حولها يمدحون جمالها المزيف واخذها الغرور وظنت انه جمال حقيقى
وهى بهذا تخدع نفسها وتضر غيرها

اعتقد ان هذا الامر بات يتضح كل يوم مع انتشار الوسائل والبرامج التى تكشف هذه السرقات

موضوع مهم جدا وله خطورته


جزاك الله خيرا استاذ رشيد على جهدك الطيب والتذكير الذى ارجو ان يجد صدى لدى الجميع ان شاء الله

دمت بخير
تحياتى لك

محمد الجرايحى يقول...

فعلاً الأمر يستحق وقفة جادة ولابد أن يشارك بها أكبر عدد من المدونين
لأن السكوت والصمت سيؤدى إلى استفحال الأمر وترسيخه

رشيد أمديون يقول...

@خالد أبجيك

أشكرك أخي خالد
بارك الله فيك

رشيد أمديون يقول...

@ريـــمـــاس

أسعد الله اوقاتك أختي ريماس
لا يشعر بألم السرقة إلا من اكتوى بنارها.
للأسف هذه التي وصتها بكاتبة هي لا ترتقي أن تكون كذلك، قولي عنها أي شيء اخر إلا أن تسمى كاتبة.

حسبنا الله ونعم الوكيل.
تجميد العقل والتقليد بالقص واللصق هذا ما صار إليه العربي المسكين إلا من رحم الله.
شكرا لمرورك يا طيبة

رشيد أمديون يقول...

@عبدالعاطي طبطوب

أخي العزيز عبد العاطي
الاتكال على مجهود الاخرين
آفة هؤلاء

بوركت يا طيب

رشيد أمديون يقول...

@ليلى الصباحى.. lolocat

تعليقك جميل اختي ليلى
ليت كل مسعملي النت مثلك ومثل الاصدقاء.
بارك الله فيك

رشيد أمديون يقول...

@محمد الجرايحى

أستاذ محمد لو حاول أغلب المدونين أن يكتبوا في الأمر لكان هذا الأمر وصل للفئة التي مازالت لا تفرق بين الاقتباس والسرقة.

اشكرك على التعليق أستاذي.

أمال يقول...

لا اعلم ان كانت التوعية بالكلام تنفع مع هؤلاء
نفذ صبري حين وجدت الكثير من تدويناتي على موقع من المواقع وللأسف دون أذنى تلميح للمصدر أو على الآقل التنبيه لكونها منقولة، وحين رسلت رسالة للموقع لم أتلقى أي رد "فحال تيقولولي عوديها لراسك"

الله يهدي ما خلق

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة