الوصف

نظرة من زاوية


ماذا عسانا نقول في ظل هذه الأوضاع التي تختلط فيها المشاعر ما بين الفرحة والافتخار والخوف والأسف  والحسرة، إنها فترة تاريخية يعيشها جيل جديد من الشباب الذي افتقد إلى الكثير والكثير... والذي طفح به الكيل وانفجرت منه ثورة الغضب. ماذا كان سيحدث لو أن الأمور سارت في الطريق الذي ارتضاه الشعب لنفسه؟ أكان لابد من العناد حتى تتحول الأمور إلى عكسها، لماذا يصل الغرور بالإنسان حتى لا يرى إلا ما يبدو له، ويرغم عليه أكثر الناس؟ أقف عند هذا الموقف وأتذكر ما قاله فرعون لقومه، (لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد) تختلف الأسماء ويختلف الزمان ولكن الظلم والطغيان والتعالي خصال وسمات لا تختلف ولا تتغير، تلازم النفس البشرية التي إن شردت تميل إلى الطغيان وحب التملك والسيطرة، إن لم نكبح جماحها بالتزكية والتهذيب.

والنفس كالطفل إن تهمله شب على    حب الرضاع وإن تفطمه ينفطــــم
فاصــــــرف هواها وحاذر أن توليـــــه      إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمال سائمـة     وإن هي استحلت المرعى فلا تسم.

اجتاحني شعور من الفرحة وتملكني لفترة لأني رأيت الشعب المصري قال كلمته أخيرا، فرحت له لأن القهر والظلم وهضم الحقوق لا يؤيده أحد ذو عقل سليم كيفما كانت جنسيته أو ديانته، أو اتجاهه الفكري...
افتخرت بالشعب المصري لأني رأيته شعبا واعي بالوضع متحدا مع بعضه يتأقلم مع تلاعبات النظام. افتخرت به لأن مصر بلد كبير ومواقفه السياسية تهم كل المسلمين والعرب بما تملكه من موقع استراتيجي مهم.
استحوذ علي هاجس الخوف من أن تفشل الثورة أو أن تبرد العزيمة، فكان خوفا من المآل الذي قد لا يكون في صالح الشعب المصري، وخوفا من شيء قادم معلوم كان أو مجهول...
عشت لحظة من التأسف من الواقع الذي تغيير بسرعة وصار إلى مسار مختلف جدا ربما توقعته حين طال عناد النظام، تأسفت حين يستخدم رجل النظام الأول أساليبا أكل الدهر عليها وشرب، حين اعتمد على أسلوب القرون الوسطى وضرب هذا بذاك حتى يخلو له الجو ويبقى له المجال مفتوحا... تأسفت أن يجسد مقولة سأحكمها ولو كانت مقبرة، وتأسفت وتأسفت...
شعرت بالحسرة وأنا أشاهد الأخ يضرب أخاه في ميدان التحرير، والشعب يتقاتل، والنظام يتفرج... تحسرت رغم أن الأمر كان متوقعا فمادام الرجل لم يتنحى في الحال فتوقع أي أسلوب خارج عن القانون.

كانت كل هذه المشاعر هي ما عرفته نفسي في هذه الفترة رغم أنها متداخلة ومختلطة مع بعضها. وقد جعلتني بعدها أتساءل ما معنى أن أعيش حاكما أو محكوما؟ من منا سيكتب له الخلود في هذه الدنيا؟ لما كل التشبث بالزائل ما دمنا في النهاية سنصير ترابا؟

الأبيات من البردة للإمام شرف الدين البوصيري.
أبو حسام الدين

27 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

المورقة عبير !! يقول...

الحرب خدعة

مايحدث في مصر الآن يشبه الحرب هل هي الحرب حقا؟؟؟

أولاً الجيش يقتل الشعب ومن ثم الشعب يقتل بعضه

ماكل ذاك العناد في حاكم مصر العظمى .

الناس لاتريده فلماذا يريدهم لماذا يريد البقاء

هل ليثبت للعالم أنه أقوى من شعبه أن كلمته هي التي ستطبق ..

يكفي أنه أعاد مصر بلد الحضارة إلى قرن الحمير والجمال ..

يكفيك يا مباااارك حقاً كل هذا يكفي ..

بأي حال جاء هذا العام الجديد علينا جميعاً

مشاعرك هذه جسدت مانشعر به جميعاً في عدة كلمات .

لك خالص التحية

khalid zaryouli يقول...

يعجز اللسان عن الكلام عن مثل هذه المواقف..
لندع أرواحنا تتواصل، لأنها ستحس بما في دواخلنا وتعبر أفضل من ألسنتنا

مصطفى سيف الدين يقول...

فرعون اخر يقول لا اريكم الا ما ارى
وان الشعب لا يعرف مصلحته فرعون وحده يعرف المصلحة بل فوق ذلك ان الكيل قد طفح به ولكن لمصلحتنا لا يريد ان يتنحى
اليوم وبعد استقالته من الحزب الحاكم بدات اشعر برائحة الحرية تتنسم في هواء مصر الطاهر
فذلك الحزب الفاسد هو من كان فوق كل القوانين والآن لا يوجد احد فوق اي قانون
اتمنى ان ارى دستورا جديدا يكفل المساواة بين كل طبقات الشعب ويضمن النزاهة في حرية الاختيار
اتمنى ان ارى مصرا جديدة
تحياتي وتقديري

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم استاذى العزيز
اولا اشكر كل انسان عربى وقف موقف شجاع ولم يكن سلبياً معنا

فكل انسان اتهم مصر والمصريين فى يوم من الايام بالتخاذل و مناصرة الاعداء واولهم اليهود فليرى الان ثورتنا

ياعبير اقول لك حبيبتى
الشعب لا يقتل بعضه
فهذه فئة قليلة دخلت مأجورة بيننا ونصرنا الله عليهم حال اى بلد فيها الصالح والطالح

فيها المجرم والطيب
هؤلاء مجموعة كانت بالسجون اطلقهم كلاب الشرطة على الشعب ليزعزعوا روح الثورة فى النفوس ظانين انهم بذلك سيرهبوننا ونعود مثل ما كنا فى الماضى
الشعب المصرى طيب طيب طيب لكنه بركان هادر لو هاج وماج على الاعداء والظلم ...ولو وصل به الحد لقول لأ تكون هادرة وسيرى العالم كله ماسيحدث روح المصرى رخيصة عليه لو قارنها بالحرية والتاريخ يعرف ذلك رجاله رجالة بحق

عن نفسى كنت بدأت أيأس وملأ قلبى الاكتئاب من الظلم والطغيان بالبلد لكن ماحدث فعلا ثورة وحرب على الفساد
هذا ليس حاكم خرج الشعب عليه ويجب ان نطيعه لانه ولى الامر كما يقول البعض لكنه ... احد الطغاة التى حاربت شرع الله وحكمت الناس بالقيد والزور والبهتان وبالنار

اهل مكة ادرى بشعابها
رؤية الصورة من بعيد لاتكفى ابدا
شعب مصر رائع ويساند بعضه فى المحن
ميدان التحرير تحول لدولة مسلم ومسيحى متعلم وغير متعلم
نحن عانينا كثيرا مما يحدث وطالنا بعض المضايقات حتى كلاب الشرطة والمجرمين كانوا بشارعنا لايام وسهر الشباب لحراسة النساء والاطفال والبيوت كانت احتفالية للتلاحم بين قوى الشعب والله يا اخوان شعور غريب لو جعنا لو مالبسنا لو ما ذهبنا لاعمالنا لكن لاول مرة من سنين نشعر بكرامة ونقدر نقول لأ بصوت عال دون ان نحبس او نسحل على وجوهنا

الحرية طعمها جميل اوى يا جماعة ما حد يفرط فيها الا جبان

فيه حد بيقول انه خدم مصر كتير ومش لازم يخرج بالطريقة دى
اقول ده حاكم اختار انه يكون حاكم يعنى يخدم بلده بأمانه و حق مش بالظلم والقهر الشعب زهق ومل من الفقر والضياع

واتمنى انه يكون اول خطى الحرية بعد ايام اننا نفتح باب بينا وبين فلسطين يااااااااااارب ياااااااارب
ماحد يعرف بيحصل كده لصالح مين يمكن دعاء اخواتنا بفلسطين ويكون ده بداية النصر الحقيقى

نسألكم الدعاء

محطات ثقافية يقول...

فعلا اخي رشيد
انها الرؤية الوحدوية التي تجعل الرئيس لا يسمع الا صوته ويعتقد انه يرى ما لا يراه اكثر من 80 مليون مصري ويعتقد ان بقاءه في السلطة حماية لمصر وللمصريين ويصم آذانه على شكواهم ومطالبهم الصريحة والواضحة
موضوع اكثر من رائع اخي رشيد
بارك الله فيك ايها الطيب
ودعواتنا بالتوفيق لاخواننا في مصر

rainbow يقول...

رشيد ..
وهذا خوفى الان ..وهذا هاجسى .. الوقت ليس فى صالح الثورا ..الجيش محايد ولكنه الى الان فة قبضة الديكتاتوتر كون وزير الدفاع من أعوانه ..ولكنى أقول حتى و أن بردت الثورة ..ف،ها زعزعت أركان انظار و اجبرته على التخلى عن الحكم بعد شهور .. والشيء الثانى أن الشعب عرف طريقه ..فأن بردت الثورة اليوم فسوف تقوم غداً ..أنكسرت حدة الرهبة ..و تعود الشعب على مطاردة الأمن مثل الفئران ..

ما زلنا فى الاحداث ..لا ندرى ماذا سوف يكون غداً ..

تحياتى لك
خفت أن أكتب مقال عن هواجسى خوفاً من أن أكون أكثر تشائماً

أمال الصالحي يقول...

كل ما يحدث الان كشف حقائق ظلت حبيسة لعقود، أبان عن التحام الشعوب وتوقها للحرية والانعتاق من قيد الطغاة والجبابرة الذين عاتوا في الأرض فسادا..
دعونا نتفاءل، وليكلل الله هذه الثورات بالنجاح وليمددهم بالعزيمة والصبر، إنه على كل شيء قدير..


موضوع شامل ومتكامل..تحياتي لك

أمال يقول...

السلام عليكم
والله العضيم كأنك تتكلم بلساني, نفس المشاعر بوصفك الدقيق لها, نتاعيش معهاو ننتضر نور الصباح ليكتسح هدا الضلام.
قلت ما يمكن ان يقال.
بارك الله فيك
تحياتي الخالصة

حكايات إنسان يقول...

حلاوة الحياة أستاذ رشيد هي بالصراع بين الحق و الباطل الذي يعني النصر في النهاية و يعني الفهم لسنن الله و صفاته في هذا الصراع و تحققها عيانا.....

أبارك لك الشكل الجديد للمدونة فهو جذاب

رشيد أمديون يقول...

@المورقة عبير !!

عبير أظنك مخطئة في ما قلت أن هذه حرب، هي ليست حرب هي مظاهرة شعبية، وقلت أن الجيش يقتل الشعب لا أختي الصغيرة الجيش لم يتدخل، وكل ما يقوم به الأن هو المحافظة على الأمن، ولم يقتل أحد... الساحة واضحة أمام الكل فوسائل الإعلام تنقل الأحداث بشكل مفصل.
أشكرك كثيرا على تعليقك.

رشيد أمديون يقول...

@خالد زريولي

نعم خالد كثيرة هي الأمور التي يخرس فيها اللسان...
شكرا لك أخي

رشيد أمديون يقول...

@مصطفى سيف

هذه أمنية أشاركك فيها بشكل كبير أخي مصطفى، نرجو أن تتحقق وأن تنعم مصر بالاستقرار.
بارك الله فيك

رشيد أمديون يقول...

@أم هريرة (lolocat)

وعليكم السلام
فعلا أختي رؤية الصورة من بعيد لا تكفي الذي يعيش الأحداث أعلم وأدرى بخفايا الوضع.
وقد عبرت عن ما يجول بخاطرك في هذا التعليق المفصل، أتفق معك في ما تفضلت به. وأسال الله لكم النصر والأمن والإستقرار.

شكرا لك.

رشيد أمديون يقول...

@حلم

الرؤية تختلف فرؤية الرئيس من زاوية تعاكس رؤية الشعب من زاوية أخرى، الكل له نظرة مختلفة، كما لنا نحن نظرة مختلفة كذلك في الأمر..
شكرا لكِ أختي حلم.

مغربية يقول...

متمنياتي أن تكون الخاتمة مميزة للشعب المصري

رشيد أمديون يقول...

@قوس قزح

نعم ما تفضلت بقوله هو رأي يعبر عن نظرة تفاؤلية، فلما قلت أنك إن كتبت مقالا تخشى أن تكون أكثر تشاؤما، على العموم كلامي أعلى هو تعبير عن احساس داخلي قد يتبدل مع تغير الأحداث...

وفي كل الأحوال فلنكن متفائلين ذلك أفضل واجمل..
شكرا لك.

رشيد أمديون يقول...

@أمال الصالحي

نعم التفاؤل سيد الموقف هنا فلا نحرم أنفسنا حتى من شعور كهذا.
شكرا لك.

رشيد أمديون يقول...

@اميرة الامل

وعليكم السلام
حسنا العربي والإسلامي واحد لذلك فكل المشاعر تتشابه حين يهتز جزء من الوطن العربي.
دمت بخير وشكرا لك

رشيد أمديون يقول...

@أحمد محمد شمسان

نعم أستاذ أحمد، ولكن من لا يفقه سنن الله أو يتجاهلها، يصعب عليه أن يفهم الواقع كما يجب أن يكون وكيف يجب أن يؤدي به إلى طريق الحق.

أشكرك كثيرا

رشيد أمديون يقول...

@مغربية

ذلك ما نرجوه طبعا أختي سناء

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
بوركت أخي في الله على طرحك الطيب وبورك جهدك
فنحن ننتظر فتح ذاك الباب الذي بيننا وبينكم لنكون وطنا واحدا على قلب رجل واحد

تقبل مروري وأعتذر عن تأخيري فالأوضاع السائدة في مصر الحبيبة جعلتنا نبتعد قليلا

الغدوف يقول...

لا أعلم حقاً سوى أن المشاعر لما يحدث مختلطة
وقلبي على الشعب الذي تجرع المرارات سنيناً عجاف قاحلة
حتى تفجر على نفاذ الصبر وهاهي الثورة تعبر عن حياتها في تلك السنين العجاف
شكراً لكل ما دونت هنا ... قد أتت على ما يجول في خاطري

وأعتذر لتقصير الشديد
كن بخير دائماً

رشيد أمديون يقول...

@المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

مرحبا بك أخي.
إن شاء الله تعالى
ولقد اشتقنا لك أخي.

رشيد أمديون يقول...

@الغـدوف

أهل بك أختي الغدوف.
حقا هي مشاعر مختلطة وغير مستقرة.
لا داعي للإعتذار فالظروف أحيانا تكون قوية.
شكرا لكِ

نور يقول...

هذه الثورة كشفت الكثيـــر , وأنّى كانت النتائج فقد حققت الكثيــر
ولازلنا ننتظر بترقب حصادها
نسأل الله ألا يخيب الرجاء
كل الشكر لأحرفك النبيلة
دمت بكل خير

رشيد أمديون يقول...

@نور

نعم أختي فهي قلبت الموازن، وفاجئت من كان يظن أن الشباب نائم، والغد مازال يخفي الكثير..
إن شاء الله لن يكون إلا الخير.
شكرا لكِ

خاتون يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

وهي نفس المشاعر التي نشاركك إيها
ولازلنا نترقب ونتابع القنوات

حتى نفسيتنا قد تعبت خوفا على الشعب
المصري ... عسى الله يوفقهم ويحميهم وينصرهم

علينا بالدعاء ويارب

موفق

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة