الوصف

إشارات على الطريق! (واجب تدويني سابق - العام الهجري)



  وتمر الأيام وتنصرم الشهور، ويظل للبعد الزمني أثر في نفوسنا؛ فتغَير الأحوال والظروف مقرون بجريان السنين والأيام؛ الأعوام تؤرخ للأحداث ولكل واقعة في الحياة البشرية.
أقف على السنة الجديدة -الهجرية والميلادية- وأنظر خلفي فأجد الحسرة، وأنظر أمامي فأجد هاجس الخوف يتربص بنا الدوائر؛ أكاد لا أشك أننا على مشارف الساعة.

   بالنسبة لي فسنة (1431/2010) لم أنجز فيه شيئا له أهمية، باستثناء إنشائي هذا المنبر الذي أكتب فيه اليوم منجاتي وخواطري، وشعورا ظل أسير دفاتري من زمن طويل؛ كما أن هذه السنة كانت كموعدٍ أرسله لي القدر لأتعرف على شلة من الأصدقاء الذين أنعم الله عليّ بصداقتهم الطيبة، وجمعتني بهم علاقات حميمة رغم بعد المسافات ورغم أني لم ألتقي بهم قط.
هذا العام خرجتُ منه بعتابٍ كبير لنفسي لأني تكاسلت كثيرا! سنة كاملة لم أمارس فيها نشاطي الرياضي، لكن فكرة الرجوع تلازمني كل حين، وإن شاء أعود قريبا لاستئناف نشاطي.
بالنسبة لابني حسام الدين فقد أكمل سنته الثالثة والتحق برياض الأطفال؛ خطوة في سلم التعليم؛ وما شاء الله وجدت عنده رغبة ملحة في التعلم والمواظبة على ذلك، أسعدني كثيرا حبه وتقبله للأمر دون معارضة، ربما  أرى فيه بسمة أمل لمستقبل وجيل أخر، أسأل الله أن يكون أفضل منا وأشجع منا.

   طبعا بوادر التفاؤل قد تنعدم عند الكثيرين بهذا العام الذي أطل علينا في بدايته بنوع من الفتنة خاصة على صعيد مصر، للأسف تلكم إشارة قد تحبط نفوسنا، ولكنها إشارة لابد من أخذها بعين الاعتبار لأن وميضها  يعم كل أرجاء عالمنا الإسلامي بحكم ما يتكرر من أحداث مشابهة في أغلب السنوات الأخيرة من العقد الأول من القرن الواحد والعشرون؛ هذه إشارات لعلها توقظنا من سبات الغفلة حتى نكون على علم بمن هو عدونا الأول قبل أن نتبادل التهم مع بعضنا البعض ونترك لمن لهم المصلحة أن يسحبوا بساط العقلانية والحكمة من تحت أرجلنا، كل محطات التاريخ توضح أن الأحداث تعيد نفسها وتتكرر في مسرح عاري ومفضوح، فلنكن بقدر من الاتزان حتى نرى بعقولنا ما لا يمكن أن نراه بالعصبية والحمية، لأن هاته الأخيرة تعمي البصر والبصيرة.
أتمنى أن نكون في مستوى ما يدعو إليه الإسلام من السلام والمحبة والأخوة والتسامح ومكارم الأخلاق التي نادى بها محمد صل الله عليه وسلم، وأن يكون المسيحيون في مستوى ما يدعو إليه دينهم من المحبة التي جاء من أجلها السيد المسيح عليه الصلاة والسلام؛ أرجو أن يكون هذا العام عاما نجسد فيه معنى السلام وندحض عن فكرنا وذواتنا تلك النعرة العصبية التي تهدم أكثر مما تبني وتفرق أكثر مما توحد، وخاصة إن كان البلد يضم مختلف الطوائف والملل.
أجدني هنا أكثر أسفا من غيري على واقعنا ولكن لا أجد اللغة التي قد أعبر بها، أحيانا كثيرة تخونني العبارة وتضيق لغتي عن إعطاء وصف يرقى إلى مستوى قرائي؛ لهذا كنت في هذه الأيام ألتزمت الصمت لم أجد أي فعل يناسب هذه المواقف إلا الصمت، أو ربما لأننا تعلمنا الصمت ورضعناه مع حليب الأم، كلنا يعلم أننا أمة الصمت لأن أنظمتنا أرضعته لنا، وبوسائل النصح المتنوعة التي تمتلكها قالت: "سيروا جنب الحائط، وحذاري!".
أرجو أن نقف وقفة تأمل في عامنا الذي مضى، ونكون على وعي أننا قد لا ندرك العام الموالي؛ وأجد فرصة هنا أبوح فيها بخاطر جال في نفسي في نهاية سنة 1431هجرية عندما لاحظت أن الموت حصد أرواح كثير من  الناس الذين أعرفهم أو من آبائهم وأبنائهم، قلت: ربما هو تصفية لأولئك الذين انتهت آجالهم في هذه السنة رغم اختلاف أعمارهم، لكن الذي أدركته أن اختلاف الأعمار لا يهم لأن الموت واحد ولا يتعدد- اختلفت الأعمار والموت واحد- قد تبدو المسألة عادية ولكن تتغير نظرة كل واحد للأمر وخاصة أن بين كل جنازة وأخرى مدة لا تتجاوز أسبوعا أو أقل بكثير أحيانا؛ أحقا هي تصفية لكل الأرواح التي لم يقدّر لها أن يدخل عليها العام الجديد وهي تسكن ظلمة الجسد، فينقلها ملك الموت هي وجسدها إلى ظلمة القبر الموحشة، فتصعد الروح إلى السماء ويتلاشى الجسد في التراب إلى أجل قدر في علم الله؛ ربما! ولكن ما أراه واضحا لي أنها إشارة لنا نحن الذين مازلنا ننعم بالحياة ونمرح بها ونلقي اللوم على كل واحد منا إن أُصبنا في عقر دارنا، رغم أن الأمر واضح وبيّن... هي إذا إشارة بليغة حتى نسوي وضعيتنا وعلاقتنا مع الله تعالى، ونترك عبادة إله هوانا الذي أضلنا عن الذكر؛ يبدو أننا تأخرنا كثيرا عن تزكية نفوسنا وتراكمت حصوات الذنوب صغيرها وكبيرها فلم ننتبه إليها وقد صارت بحجم جبل شاهق فقست قلوبنا لدرجة أن الجنائز صارت عادة ولم نعد نستشعر تلك الرسائل التي يبعث بها الله؛ يقف الناس على شفير القبر ثم يدفنون الميت بطريقة ميكانيكية اعتادوا عليها، أين هي العبرة والعظة من الموت؟ لا شيء يذكر... فلنستغفر الله، فلن ينصر الله أمة لا تستغفره.

 ملحوظة:

بهذا الموضوع المتواضع أكون قد أجبت أو حاولت أن أجيب عن واجب الأخت الكريمة ولاء أبو غندر (العام الهجري) الذي كانت أرسلته لي مند مدة قريبة، وقد تأخرت شيئا ما، ولكن شاء الله أن أجيب اليوم عن بعض من هذه الأسئلة وقد أدمجت الإجابات في هذا الموضوع عن الأسئلة التالية:


         ● عندمـا تقف على 1431 هـ .. وتنظر الى مامضى منها .... ماهــو شعــورك ؟
         ● انجازات وأهداف حققتها في عام 1431 هـ ؟
         ● صفِ عام 1431 هـ في كلمات.
         ● رؤيتك واهدافك للعام الجديد 1432 هـ.
         ● كلمة أو موعظة تشارك بها الجميع في هذا العام.
         ● أمور ترغب في اصلاحها في عام 1432 هـ .
         ● هل من انجازات تود عملها للأمة الاسلامية؟ وكيف ومتى ؟ ولماذا؟


أبو حسام الدين

24 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
بوركت أخي في الله وبورك جهدك وبورك قلمك على طرحك الطيب
وأسأل الله عز وجل بأن يحقق لك أهدافك وأمانيك وأن يوفقك إلى كل خير ويجعل النجاح ملازما لك دوما ومن أهم إنجازات العام الماضي أن تعرفنا على شخصية أبا حسام الدين من بين أصدقاء كثر
وأخيرا وليس آخرا فلنستغفر الله فلن ينصر الله أمة لا تستغفره .. اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك توبة نصوح

تحيات أخوك وحبيبك أبو مجاهد

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

استاذى العزيز واخى الغالى
كلماتك هنا زادت من شجونى وشعورى بالحسرة على انفسنا
لانها واجهتنا بالحقيقة المؤلمة

(((سيروا جنب الحائط وحذارى))
ايضا ما اشرت اليه من اصلاح العلاقة بيننا وبين الله وان نبتعد عن اله هوانا

ياليت الناس كلها تفهم وتدرك وتعى هذا الكلام

بارك الله فيك اخى

صمتك لم يكن ضعفا او تكاسلا
لكن حكمة الصمكت

اسال الله تعالى ان ترى حسام فى احسن حال وشأن وان ينبته الله تعالى نباتا حسنا ويرزقك الذرية الصالحة اخى الفاضل
وترى كل احلامك وامانيك تتحقق فيه وفى اخوته ان شاء الله فهو على كل شىء قدير

كل سنة وانت طيب وبخير وسعادة

لك ارق تحية وتقدير
وزهرة بيضاء نبتت فى ثرى مصر الحبيبة

نور يقول...

أخي رشيد .. مساؤك خيرٌ وبركة

إنها رؤى وإشارات ومعالم واضحة محددة جديرة بكل احترام وتقدير
خالص دعائي لك بالتوفيق دائماً وأبداً
و سنة جديدة مكللة بالسلام والامان للجميع إن شاء الله
دمت بكل خير
خالص احترامي وتقديري

شهر زاد يقول...

رشيد
كلامك بوج فصيح بترقب المستقبل المجهول وحسرة دفينة على فناء ماض قريب
خاطرة حضنت مجموعة من المشاعر الملتهبة الثائرة تتسابق الى باب الحلق تريد الخروج
تتدافع على اطراف اللسان لتلقي بنفسها وتستشهد على اطراف الاوراق البيضاء
كلماتك واجب تدويني
لكنه سهم اخترق القلوب وادمى العيون
كلماتك لا تعليق لها غير معك حق
تحياتي

Unknown يقول...

أخى الفاضلك أبو حسام
ادعو الله تعالى أن يوفقك إلى كل مايحب ويرضى
وأن يحفظك ويرعاك وأن يسدد على طريق الحق خطاك

اللهم آمين

زينة زيدان يقول...

كم هو بديع أن ترى
كلمات تعبر عن ما بداخلك
لو أنك انت قلتها
لما عبرت عنها بهذا الاحساس
وهذا التأثير
لا أعلم أخي
هل اننا نكتب أم
أن الوضع من يخرج منا هذا
اللون وهذا الابداع
لم يكن واجباً تدونيا
لكنه مرور متأنى على
جروح وآلام عام كامل
تحيتي لك
صديقي
أبو حسام

محطات ثقافية يقول...

السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أولا أعتذر عن تأخري عن التواجد بالصفحة اخي
وتانيا هنيئا لنا بكل واجب تدويني يكون وسيلتنا للتعرف اكثر عن اخواننا المدونين حخاصة من نقدرهم لروحهم الطيبة وتواجدهم وتشجيعهم
وهنيئا لحسام التحاقه بالدور التمهيدي وهي مرحلة مهمة جدا ستمنحه الكثير من الاستقلالية وستؤهله للمراحل تعليمية موفقة باذن الله
وهنا ايضا اشيد بطرحكم حول حرية التعبير وعن التعلق بديننا الحنيف
وهي شمتكم اخي
واجب مميز جدا زاده اهية تنوع المعطيات التي قدمتموها
بارك الله فيك ياطيب

ولاء يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي على تقبلك الواجب وحله ..
كما أشعر تماماً ... وكأن الساعة قد اقتربت أكثر وأكثر نسأل الله أن يرحمنا برحمته ...
وأسأله أن يحفظ ابنك حسام وجميع ابنائنا ....ويقيهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

وما ذكرته من حقيقة الموت صدقت والله ندفن مواتنا ونحزن ... ثم ما نلبث يوم أو ثلاث ونعود كما كنا ...دون أن نتعظ .

رشيد أمديون يقول...

@المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

نعم أخي اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك.
جزاك الله خيرا أخي، وبارك الله فيك على تعليقك.

رشيد أمديون يقول...

@أم هريرة (lolocat)
وعليكم السلام

نعم إنها الحقيقة المرة.
جعل الله هذه السنة سنة أحسن من سابقاتها، ونفعك الله بعلمك وأنار لك الدرب.
شكرا لك أختي

رشيد أمديون يقول...

@نور

إن شاء الله تعالى، وهذا ما نطمح إليه: السلام والأمان.
شكرا لك أختي نور وجزاكِ الله خيرا.

رشيد أمديون يقول...

@شهر زاد

أشكرك سيدتي شهرزاد، الكلمة النابعة من القلب تخرق القلب.
جزاكِ الله خيرا.

رشيد أمديون يقول...

@محمد الجرايحى

آمين آمين.
جزاك الله خيرا على هذا الدعاء الطيب، بارك الله فيك حفظك.

رشيد أمديون يقول...

@زينة زيدان

أختي الكتابة في حد ذاتها هي فعل يعرب عن ما بداخلنا، كثيرا ما تمتلكنا احاسيس مختلفة فلا تجد غير الكتابة أنيسا.

شكرا لك أختي على كلامك الطيب.

رشيد أمديون يقول...

@حلم

وعليكم السلام

أولا لا داعي لاعتذارك.
وأشكرك على على كل كلمة خطتها يمناك هنا، كما أسأل الله تعالى أن يجعل سنتك سنة أمن وسلام.
جزاكِ الله خيرا.

رشيد أمديون يقول...

@ولاء

وعليكم السلام

العفو أختي رغم أني تأخرت، ولكن شاء الله بتأخري أن تولد هذه الكلمات.

جزاك الله خيرا على دعواتك.
وبارك الله فيك

admin يقول...

أسأل الله تعالى أن يصلح حالنا..

وبالتوفيق لك ولأسرتك الطيبة

كنت هنا

رشيد أمديون يقول...

@خالد أبجيك

آمين آمين.
اشكرك أخي الحبيب خالد

فشكووول يقول...

السلام عليكم ابو حسام الدين
تحياتى
اول زيارة لمدونتك الجميله

عن عام 2010 ما تزعلش .. كلنا فى الهم شرق وكل العرب يسيرون مسيرين لا مخيرين
اما عن 2011 فقد بدأ بدايه سيئه .. ارجوا ان يكتمل باقى العام بالخير
على فكره بوست المجذوب فى المدونه الاخرى .. عندنا فى مدينة اسيوط شيخ اسمه الشيخ ( المجذوب) وله مقام كبير ومسجد كبير
تحياتى

رشيد أمديون يقول...

@فشكووول

وعليكم السلام
حياك الله أخي، ومرحبا بك في مدونتي المتواضعة.
نعم أتفق معك أن الكل في مسار واحد، أسأل الله السلامة.

بالنسبة لكلمة المجذوب فهي بالنسبة للشيخ عبد الرحما لم تكن إسما بل صفة، والمجذوب يطلق على من يعرفون بالجذبة، ولكن الذي استنتجته أن عبد الرحمان المجذوب سمي بذلك لكلامه الحكيم والذي كتن يظنه أهل زمانه أنه مجنون مسلوب العقل فلقب بالمجذوب. وقد ينطبق هذا كذلك على شيخ أسيوط خاصة أن الإتجاه الصوفي له دور في ذلك.
أشكرك كثيرا أخي وأتمنى أن لا تكون هذه أخر زيارة.

جايدا العزيزي يقول...

اخى ابو حسام الدين

خواطرك فى حد ذاتها انجاز

لانك شاعر مرهق الحس

خواطرك تمس القلب

انسان مثقف مبدع بحق

وكفى نظرة التفاؤل بداخلك

شخصيه جميله لرجل عظيم

دمت دائما مبدع

تحياتى

رشيد أمديون يقول...

أختي جايد أنا سعيد بوجودكم دوما هنا في هذا الفضاء، وافتخر بكلامك الطيب...دمت بخير

خاتون يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عسى الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن
هذا العام إن شاء الله ويارب يكون خير
وسعيدة لما حققه الشعب التونسي من نصر
وربما ستكون هنالك إنقلاب للأحوال ربما أنتهت ساعة الظلم
وقتربت المئة ساعة من العدل إلى أن ينقلب الحال

ما حدث في مصر فعل فاعل وعسى الله أن يحميهم ويبعد عنهم
أصحاب النفوس الضعيفة التي تريد أن تعيث في الأرض الفساد

ربما ما مررت به من ركود يكون عبارة عن إستراحة المحارب:)

وعسى الله أن يفرحك بحسام الدين وتشوفه بأعلى
المناصب وأن ينال نصيبه من أسمه^_^

موفق

رشيد أمديون يقول...

@خاتون

وعليكم السلام
نعم فلما أحزننا ما ما وقع في الساحة المصرية، جاءت أحداث تونس لتبعث الأمل من جديد أن الشعوب لابد لها من يوم وتقوم...
أشكرك كثيرا أختي خاتون على تعليقك رغم غيابك الطويل عن التدوين.
أسأل الله أن يستجيب كل دعوة دعوتها هنا.

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة