هَدِيلُ الحمام يكتب هُـيامي على صفحة الصمتِ
حين مَسّني طَائفٌ من سلطانِ الهوى
صَار الحمام ينوحُ فَـيُشجي فؤادي
و يرمي من هـديله شعراً و نثراً
وَ شيء من صدى زفراتي
تمهل يا كاتبا اسمي في سجل العشاقِ
فلا ذنب لي غير الهوى...
و اسأل الطير إن شئتَ عن أصلِ هُـيامي
يُخبركَ عن سرّي في الهوى
و عن فتاةِ ربيعها سحرُ الخلودْ
شمسها تبرق وَ قـت الضحى
و في العشية تأبى الغروبْ
يدعوها الأصيل فـتأبى
تقول: " دعـكَ عـنّي فلستُ أنا من يغيبْ "
يُرافـقـها الظلم إن تلفـتَـت
و يَستبدُ منها القول إن تكلمت
بلحنِ من مقامِ طَرُوبْ
فكم من مساءِ تلوّن بنور وجهها حين الحضور
و ينطفئ كلُ نور بدا كلما عني تغيبْ
وليث الأجفان تميل إلى غمضَةٍ
إذ النوم عنها ارتحل
وقد مسّني الهوى بِلُغوبْ.
قمريةَ الأحداقِ ساحرةَ المَبسَمِ
فلا تلُمنَّ ناظري إن زاغ مني
و لنداء اللوم لا يجيب
و راحَ يلثُم وجهها
وأشكالاً من رمانٍ وتفاحٍ
و سِدرٍ مَخّضُوضْ
و يَتفيأ ظلالَ البهاءِ، غدواً... وآصالاً
و يعود وقت الغروبْ
فهناك اجتمع الجمال وارتمى
و اختلس من كل عطور الزهر أشكالاً من الأريجِ و الطيبْ
فتاةٌ في مهجتي...
ملكتْ كل الجوى
فليتها أبقتْ...
و يا ليتَ مُهجَة روحي حُفظتْ من الفناءِ حين تذوبْ.
طائف : الطيف أو الخيال
لغوب: التعب والنصب، قال تعالى في سورة ق (وَلَقَد ْخَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (38)
سدر : شجر ذو شوك يسمى بالنبق، وهو من شجر الجنة قال تعالى في سورة الواقعة :
(فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29))
مخضوض: منزوع الشوك