الوصف

الجسم العربي




جالسا.. 


والأحزان بخار ٌ من جفنيه

الزهور تذبل مع كل قطرة دمع

تنتحر من شرفة عينه

تخفي في وقعها أسرار غمه.

قدائف عينه

كنائحة تنوح على هول الخبرْ

كسبحة تتصوف بها العيون٬

وتردد تراتيلها المقل.


جالسا...

و لحاظه للأفق:

لاشيء غير بخار حزنهْ

لاشيء غير احزان قلبهْ

لاشيء غير نغم مريضْ

وعـد رهيبْ

صمت عنيدْ.


جلسا...

كطير منكسر٬

ريشه الناعم

انتفظ من جسمه واندثرْ

في الهواء تلاشى

بآندفاعة ريح سمومْ

وخلف بهيم الليل آستترْ


جالسا...


حوله أرض جرداءْ

ويباب قاتل،

في جلوسه يعاقر خمر الهموم

ليله بلا نهاية

و الفجر عنه ارتحل.

العين تدمع والقلب يخشع لكل جراحك يا غزة

أبو حسام الدين

لغة الجبناء



كلماتي تنبض بالمعاني،


بحال من الجبن تكرهه..


تحاول منه أن تهربْ


كلماتي..


لغة أعماقي..


مداد قلمي..


صمتُ الفؤاد المعذبْ.
.......


فكر يتمرّغ في أوحال الجبن،


يموت في عفنِ الصمت المرعبْ


لا يرى النور...


النهار أزاح وجهه عن مَرقد الشمس


عبس وتولى،


أزاح بسمته عن المغربْ.


أمطر الظلام لغة غريبة،


ونطقا أخر،


عباراتٍ أخرى، تحاول أن تنسينا الأفق الأرحبْ


اسودت سماء الحياة وأرخى الغراب جناحه،


كل شيء صار أغربْ.


عدمنا اشراقة كانبعاث نبي


يبشر بعهدٍ


نكون فيه من نعماء الفردوس أقربْ.


حتى الأحلام..!


هجرت أفرشة النيام


كهجرة الطيور حين يرعبها الشتاء،


تقابلها الأنواء،


ترحل إلى موطن أخصبْ.


الأحلام فرت من مضاجعها فرار الوجل الحيران


إن النوم ملء الجفون صار أصعبْ.


تعسٌ أنا إن تجرّدت من لباس العزم،


وخشيت أن أركب السفن العاليات... أو حتى مركبْ.



أبو حسام الدين

إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً.


كلما وجهت نظري إلى السماء عرفت أن الحياة أوسع وأرحب من أن يجعلها أحد ضيقة، فالسماء بزرقتها وصفائها البلوري، تحمل العجيب من أشكال الحياة وتضم كثيرا من الأجسام تجري في فلك منسق، بنظام دقيق، وتسير إلى مستقر لا يعلمه غير رافع السماء.
نعم قد تتسع الحياة للجميع، لكل أنواع البشر وكل أجناسهم وألوانهم...عيبنا أحيانا أننا نجعل كل واسع ضيقا فنخنق أنفاسنا وأنفاس غيرنا.


آثام كثيرة نجنيها من نظرتنا القاصرة ومن أنانيتنا التي لم نستطع أن نجتث جذورها من أعماقنا، فنَظلم ونُظلم ونَهزم ونُهزم.
كثيرا ما يراودني سؤال غريب هو ماذا تغير في الإنسان منذ أن كان يعيش في الهمجية المطلقة، حين كان يعيش في العصور التي سبقت ما قبل التاريخ منذ كان يتهجأ لغة الحياة... ترى ما الذي تغير في هذا المخلوق الذي اعتبره البعض مخلوقا قابلا لنشوء والارتقاء؟
أرى أن بداخل كل واحد منا لا يزال يعيش ذلك الإنسان البدائي الذي كان يقتل ويظلم من أجل أن يعيش، تحكمه نزعته الشهوانية وتقوده إلى التسلط والامتلاك.
ورغم كل التقدم والتحضر فالأنانية سيطرتها أقوى.

رأيت يوما أزمة المواصلات، فراقبت كيف يتعامل الناس مع بعضهم، كيف يدفع الواحد الأخر ويصارعه من أجل أن يفوز بمكان، فتخيلت، لو أن موجة الجوع حلت بالبلاد كيف يكون هؤلاء الناس؟
قطعا سيتحولون إلى همج وستستيقظ داخلهم كل نزعات الشر، مثل البركان الذي يثور بعد الخمود، وتعود تلك الصورة المتوحشة لذلك الإنسان البدائي الذي يقتل من أجل أن ينال مطلبه.
لقد وصف القران هذا الإنسان بوصف دقيق يحمل المعنى الذي أطوف حوله منذ البداية، قال تعالى:
(إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) -1
(إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)   -2
ظلوما وجهولا -على وزن (فَعُولا)- صيغة مبالغة وهذا دليل على كثرة الظلم والجهالة، لا ينفك الإنسان من التخلص منها رغم كل ما وصل إليه وما سيصل إليه من حضارة وتقدم.


-----------------

الإستدلال القراني:

1- جزء من الأية 34 من سورة إبراهيم

2- جزء من الأية 72 من سورة الأحزاب

أبو حسام الدين


رسالة شوق



كتبت تقول:
 

ترمل الحب بعد الفراق

وانطفأت شمس خاطري

بعد أخر عناق

سئمت الأيام لا جديد


كل ما أرى...عتم يوري
 
صورة الأمس البعيد

عزائي

أقلام تكتب امجاد الحب السعيد

رسائل رثاء

تسقط الدمع كما تشاء وكما تريد.


أبو حسام الدين


لا تقولي بعد اليوم إنك مخيرة


بين السماء والأرض يعيش..! ولا من يأخذ بيده ويواسيه.
كبير هو ذلك الألم الذي يجتاح نفسه، وعظيمة هي مآسيه.
لم يعد يرى في وجوه ساساته غير عفونة خانقة مليئة بكدر الكذب والنفاق والثرثرة والصراخ... هو مازال ينتظر أمله ربما يحل!
أو ربما يموت فيرتاح من عنائه!
عانا كثيرا حتى صار كبيت خرب مسكون بأشكال من الغربان والخفافيش.
يصرخ أحيانا في داخله!
فهو لا يستطيع أبدا أن يبوح بألمه...
ولا يستطيع أن يصرح بأمله، حياته كلها كتمان... مرغم على ذلك.
تحدث إلى نفسه يوما وقال:
" لابد انك مُسيرة، وإن لم تكوني كذلك فإنك غير مخيرة، وأقسم على ذلك يا نفسي...
إنك لست مخيرة
أنت مسلوبة الإرادة، أنت دمية يحركها صاحبها بخيوط رقيقة لكنها قوية.. ويتكلم بلسانها، لا تملك لشأنها مثقال حبة من خردل، يستعرضها أمام العالم بالشكل الذي يشتهيه.
فلا تقولي يا نفسي بعد اليوم إنك مخيرة..




أبو حسام الدين

المبعوث من الغرق



وجئتِ كانتعاشة الروحْ

كرنةٍ في خافقي

جئتِ تسْـقينَ يباب خاطري

كالطِّل المتهادي فصلَ صيفْ

كلحنِ ربيع...

كهمسٍ وديع...

وكنتُ أنا...

غافلا عن دنيا الجمال...ساهي

أيقظني طيفكِ من غفوتي

بحنين نظرةٍ رجَّ لها صدري

توهجَ الشوق بين الضلوع...

أَسْهد لفحُ اللَّظى نبعَ الدموع.

شُدي الوِثاق

فانعطاف قدك ألهمني القوافي

احتل شعري،
 
عربدَ صامتا حبك،

تسللَ الحشا،

صادف غفلة الفؤاد فتمكنا.

مهلا حسناء المقل

مَوْءُودٌ أنا..

إن لم أراك على مهل

مجنون أصير

إن أطلت النظر.
 
ركبتُ لُـجّـة البعد...

قلتُ نفترقْ!

أبحرتُ جازماً

أني إلى حبكِ غير عائد

ولو أحترقْ

ليلٌ أقاسية....
 
وليلٌ أداريه

يأخذني مع كل موجةٍ أرقْ

تمر سويعاتي زقوماً

رِدائِي ثوبُ القلقْ

شاطئي ضاع في الدجي

مركبي تائهُ الأفقْ

يا حبيبتي.. أيقنت الغرقْ

غاب عني.. سطر الشّفق.

وعدت آئبا مع الغسقْ

فيا حبيبتي..

ها أنا عدت لك بعد الغرق.

أبو حسام الدين

أبحث عنك






أبحث عنك بين الصخور والثرى

بين أغصان الأشجار

واخضرار الرّبى

أبحت عنك في احمرار الزّهر...

في أكاليل الغاب...

في لون الشفق،

أنا وليدك وعشيقك...

ورب الفلق...

أعشق فيك البراءةَ

وحلاوة الغسق.


أبحث عنك في ثريّات السّماء

وسحر الليل والقمرْ

في ركظة الغزال...

بين ظلال الشّجرْ

أسأل عنك نسائم الصّبح

والبلبل و التغريدَ...والعشيّة

بل وقطراتِ المطرْ.


وجـدتكِ في الحـبّ وعُذوبة الحـيـّــــاهْ

في سَكب السّكون، في الدعاءِ  والصّلاهْ

في الجبال والمراعي، في أنغامِ الرّعاهْ

في جـروح فـدائيٍّ يـصــــــرخ آه...آهْ

في نـظرةِ طـفل تـصرخ وا قدســـــاهْ


من أعيّن البراءة انشقّ نورك الوضاءْ

وجدتكِ صريعة في حقولِ الدّماءْ

وجدتكِ تكلى فقدت أعزّ الأبناءْ

غريبةً بين أهل يدّعون الانتمَاءْ

أنتِ أنشودة الطّير تحلق في الهواءْ

أنتِ سرّ الحياة...جوهرة الدِّين

جاء بك مبعوثُ السّماءْ.


سألتُ عنك الحروبَ حين تستعرْ

أين يقودك قطار القدرْ؟!

جَاوبتني أنغامُ الدّفءِ...

وأحلام الصّغارْ:

ليس للحرية أرضٌ ولا وطنْ 

هي في كل شيءِ إلاّ في عرفِكم يَابنِي البّشرْ..! 

أبو حسام الدين




Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة