الوصف

موطن في البال



قد يجبر الإنسان أن ينتقل من مكان إلى أخر، فيولد في موطن - تنسمت أنفاسه هواه - ثم يشاء القدر أن ينتقل إلى غيره، حيث يكبر فيكبر معه شعور بالحنين إلى الماضي بما يضمه من ذكرى طفولة تترك الأثر الأعمق في نفس هذا الإنسان..



تحت إزاره الأزرق

المنشور فوقنا كالغطاء،

كانت أحلامنا

وكانت أمانينا تزهر

كنّا نرسل أصواتنا


مع نسمات الصّباح،


أنغاماً تنثرُ تقاسيماً

للسّامعين تبهِر

نروحُ و نغدو بين حقولِه

عابثين بسويعات الحياة

للبراءة ...

للحبّ ننشر

في البراري،

بين عرصات الجمال

وفي فضائه الرّحيب نلهو ونُبحر

كنّا أشبال غابه

أطيار عشّه

تغار يداً من وحي صمته

قناديلاً كنّا في ظلمته

للقريب...

للبعيد تقمِر

* * * * * * * * * *

في أحضانه الدّافئة

كما حضن أمّنا الوالدة

عشّ أحلام تتفتّق

براعم خيال تحكي فردوسها

عنوان قصيد لأيّام خالدة

في أحضانه الدّافئة

بسمات صغار

تملّكها الحُسن،

ناعمة الحسّ كشمسٍ غاربة

في أحضانه الدّافئة

أقمار في فلكه تدور

دوران المجنون

حول عيون ليلى العاشقة

في أحضانه الدّافئة

أخذتنا نشوة الصّبا

سَكرةً لذيذة الذّوق

فعدونا خلف الفراشات الحائرة

نلثم بقايا الصّبا

نعانق نور الذّكرى

بقلوب عامرة.

رشيد أمديون


7 تعليقك حافز مهم على الإستمرار:

عبير أكوام يقول...

تحية لك أخي رشيد
لا أعرف كيف فاتني هذا البوح أثناء تصفحي لمدونتك،
أشجنتني بهذه الكلمات،
كانت صرختي داخل بلا ظننتها الوطن
كان أول هواء هواؤها
وأول لغة هي لغتها
كانت هي الوطن
لم أشعر بالغربة في طفولتي
ربما لأن أمي وأبي هما كلشيء
لكن حين يتجاوز الطفل الحلمندرك أننا تجاهلنا أشياء كثيرة بجهالة أو بعلم لا أدري،
أحيانا الغربة تكون كربة
وأحيانا أخرى تكون الغربة موطن نحن اخترناه ونجد راحتنا فيه
وأحيانا أخرى لاشعور لشيء فقط أننا نبظل عالقين في الأرضين معاًوربما ستأخدنا المنية في أعالي السماء وسط القارتين..
هذيان احببت تسطيره
اعتذر عن الاطالة
الا أنك لمست الوتر الحساس
كن بخير بشدة
في أمان الله

رشيد أمديون يقول...

عبير سرني ما كتبتي، وسرني أن ما كتبت تفاعل مع شعورك النفسي.

شكرا لك دائما.

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
كلمات في غاية الروعة بوركت أخي في الله أبا حسام الدين
جميلة ولو طالت فلم الاعتذار عن الاطالة

حبيبي في الله أنت

رشيد أمديون يقول...

@المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

أحبك الله أخي العزيز، وأنا سعيد أن تكون الكلمات تجاوبت مع احساسك.
دمت لي صديقا وأخا وفيا.

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

الذكرى والحنين والاشتياق
يا الله ... كم رائعة كلماتك


فغدونا خلف الفراشات الحائرة
نلثم بقايا الصبا
نعانق نور الذكرى
بقلوب عامرة

ربما نشتاق لمكان ويكون لنا معه ارتباط وثيق واحاسيس خاصة
ربما نرى المكان بشعور لا يقدره غيرنا وبعيون مختلفه عن نظرتنا نحن له

هذا لان الارواح هى التى تتعلق بالمكان ليس العيون

اتعجب لهذه الروح الطوافة كيف تشاء وتصنع الذكريات كيف يحلو لها

جزاك الله خيرا اخى العزيز اشكرك على كلماتك الرقيقة العذبه

تحياتى وارق امنياتى لك

رشيد أمديون يقول...

@أم هريرة (lolocat)

وعليكم السلام
اشكرك أختي لتفاعلك مع كلماتي.
وأقول لك شيء أن هذه الكلمات مهما طال عليها الزمان إلا وأعود إليها من حين إلى أخر، أحس أنها تتملكني كثيرا، فهي تعبر عن شيء بذاخلي.
جزاك الله خيرا

lfalsse malika يقول...

قصيدة هي من بنات احاسيسك.تتتبع فيها لحظات الصبا بدءمن وصفك لحنو الوطن عليك متمثلا في بسطه "ازاره الازرق" الى الانطلاق بين احضان الطبيعة.
يتوالى سردك للذكريات الجميلة التي هي الحبل المتين الذي يشد كل خلق الله لمسقط راسهم.
انه الشوق للمكان .
للذكري التي كانت.
بنبرة يغلب عليها طابع الحنين.
هذا الاحساس الذي اشترك معك فيه .
وانا دوما معه في مد وجزر.
اسلوبك كما عهدته يتفق مع كل الاذواق والمستويات .
وهذه خاصية مميزة لكتاباتك.

إرسال تعليق

كلماتكم هنا ماهي إلا إمتداد لما كتب، فلا يمكن الإستغناء عنها.
(التعليقات التي فيها دعاية لشركات أو منتوجات ما تحذف)

Join me on Facebook Follow me on Twitter Email me Email me Email me Email me

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة